Saturday 3 January 2015

18 مليار دولار كتيرة



18 مليار دولار كتيرة

الحلم جميل ومن عاش بلا حلم عاش كالميت ولكن يجب أن تكون للأحلام حدود ومرافئ. وينبغي أن تكون أحلامك في حدود المعقول الممكن تحقيقه ليس بالضرورة بسهولة. فكلما وُلِد من عناء ورهق كان أحلى. ولكن رئيس البرلمان محافظ أم درمان السابق إبان غزو قوات خليل لها ينطبق عليه القول العامي: (لمن شطح نطح). فبعد الغزوة المشهورة اقترح الرجل بناء خندق حول أم درمان من جهة الغرب أسوة بما فعل الرسول الكريم في غزوة الخندق أو الأحزاب الشهيرة.
اليوم خرج علينا بمقترح جميل ولكنه حلم يعد تحقيقه هو رابع المستحيلات. قال الفاتح عز الدين أن سودانير ستقوم على أنقاض 18 مليار دولار لتجديد اسطولها. (كلمة أنقاض قصدت بها أن ال18 مليار دولار ستذهب سدى ويكون الدين على الشعب السوداني الفضل والجاي كمان). فلو كانت ديون السودان في حدود 40 ملياراً عجز عن الإيفاء حتى بتسديد الأرباح السنوية فمن هو أو هي الجهة المالية في العالم التي ستقرض السودان هذا المبلغ؟ وهل هنالك جهة مستعدة للمخاطرة بهذا الرقم في دولة أمورها لا تسير على ما يرام مما جميعه؟
هل هنالك دراسة جدوى اقتصادية استند عليها الفاتح عز الدين تقول أنه من الممكن أن تسدد سودانير هذا المبلغ إذا توفر لها بأيّ شكل كان؟ توفير المبلغ سهل ولكن سداده وشروط الحصول عليه لا تنطبق على السودان ولا يقدر السودان على الإيفاء بها وهنا المعضلة. هذا من الجانب الخارجي ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف تمّ تحديد هذا المبلغ من قبل رئيس البرلمان؟
المعروف أن قيمة الطائرة إيربص A320-210 جديدة وهي الطائرة التي تتسيد الأجواء الآن تتراوح بين 50-55 مليون دولار. وتقل الأسعار كلما صغر حجم الطائرة. وبحساب بسيط هذا المبلغ يفوق قيمة 300 طائرة إيربص الكبيرة فأين ستعمل هذه الطائرات وكيف يتم تشغيلها وأين هو المطار الذي يستوعبها وأين هي ورش الصيانة لتلك الطائرات بل وأين الكوادر الفنية المدرّبة لصيانتها وقيادتها؟
لا تحتاج سودانير في الوقت الحالي للهبوط في مطارات كثيرة. يكفيها في التو 15-20 محطة اقليمية و2-4 محطات أُوروبية وتُقيم شبكة متكاملة مع الخطوط الأخرى إلى المدن التي لا تصلها سودانير. هنالك خطوط مربحة بصورة لا يعرفها إلا الشخص المتابع. وما أمثلة دبي والقاهرة والدوحة وجدة والرياض ببعيدة عن الأذهان. لكن مربط الفرس هو الإدارة الحصيفة العارفة لما تريد أن تفعل وأن تكون إدارة متفانية متجرِّدة لخدمة الشركة وتطويرها.. فهل هنالك من بين رجالات الرئيس من هو أهل وكفء لحمل الراية والحيلولة دو سقوطها؟
ونختم بكسرة استاذي الفاتح جبرا عن خط هيثرو وهل سيرجع أم ستهبط سودانير في مطار قاتويك اللندني؟ (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment