Saturday 10 January 2015

وزارة الخارجية والحسد



وزارة الخارجية والحسد

عندما برز نجم المرحوم محمد أحمد المحجوب في ستينات القرن الماضي سمعنا أن هنالك من رشّحه سكرتيراً للأمم المتحدة آنذاك. ومثل هذا الترشيح يجب أن تقوم حكومة المسمى بنصيب الأسد في الدفع بابنها حتى يصل للمنصب المرموق وهو منصب واحد في العالم. لكن سمعنا أن حكومة السودان بقيادة الفريق إبراهيم عبود رفضت تزكية المحجوب ولذا طارت الفرصة من المحجوب. هذه تجربة عامة قد تصدق وقد تكون مبالغة من البعض لاسباب سياسية. ولم تتاح الفرصة للمحجوب للمرة الثانية ليصير أميناً لجامعة الدول العربية لأن قانون الجامعة ينص على أن يكوم مقرّها بالقاهرة وأن الأمين العام يجب أن يكون مصرياً! شفتو الفلاحة كيف؟
ومن تجاربكم الشخصية يمكنكم ملاحظة أن الحسد ظاهرة سودانية بحتة يمتاز بها السودانيون دون غيرهم من شعوب الدنيا بل قل  لهم منها نصيب الأسد. ولكن لم نتوقع أن يكون مصدر الحسد ومنبته صفة رسمية وقد كان بكل أسف. ما حدث من وزارة الخارجية السودانية تجاه ترشيح السير خضر دالوم لوسام الفروسية البريطاني يندي له الجبين خجلاً. لكن في عهد الإنقاذ ليس هنالك مستغرب منه فالأصل عندهم صار هو الشاذ والعادي بما يرضي ربنا خارج النطاق.
يتم الترشيح لنيل وسام الفروسية بعدة طرق – ليس هنا مكان تفصيلها- ويتم الاتصال بالدولة المعنية إذا كان المرشح ليس بريطانيا. وقد فعلت وزارة الخارجية البريطانية الواجب. ارسلت لوزارة الخارجية السودانية قبل ست أشهر بترشيح السير خضر دالوم لارسال موافقتهم ولكن وزارة الخارجية السودانية حطت ال5 في ال2 وضربت طناش. فمن هو خضر دالوم حتى ينال هذا الوسام الرفيع؟ ولكن خارجية صاحبة الجلالة لم تسكت وظلت تلاحق الوزارة بالحاح لتحصل على موافقتها. وعندما أعيتهم الحيلة أخطروا وزارة الخارجية أن السير خضر سيمنح لقب الفروسية دون موافقة دولة السودان. وربما يحسب هذا الموقف المهترئ على حساب حكومة السودان وتوضع نقطة سوداء إضافة للنقاط السوداء الكثيرة من قبل. لكن هذه المرة نقطة تخص الملكة كوين اليزابيث 2 شخصياً.
ألم نقل لكم أن حكومة الإنقاذ تعرف الخوف ولا تعرف الأدب. في النهاية تنازلوا عن كبريائهم الزائف وارسلوا الموافقة التي كانت لن تقدِّم ولن تُؤخِّر في أمر فروسية السير خضر دالوم. وإن شاء الله مجاملة لهم سوف نقترح على منظمي جائزة ظولم – على وزن جائزة نوبل- تكريم نافع على نافع على إختراعه المثير وهو بيوت الأشباح.. رايكو شنو؟
أكرر التهنئة للسير خضر دالوم بنيله هذا الشرف الملكي البريطاني والذي لا يضاهيه شرف وهو مستحق له بجدارة. ونتمنى له دوام التوفيق والسداد في عمل الخير. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النورالصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment