Friday 23 January 2015

هل هي بلادة أم عنجهية؟



هل هي بلادة أم عنجهية؟

نسمع عن أحداث وأشياء ولا ندرك كنهها. نحاول تسلية أنفسنا بأن نقول أن مستوى فهمنا أقل من فهم أولئك المتحذلقين. كنا جلوس أمام التلفزيون الليبي في طرابلس أيام كان العقيد القذافي في عز سطوته وجبروته ولا صوت يعلو فوق صوت اللجان الثورية في ليبيا. كان معي صديقي المحاسب بشير خالد القرشي وهو محاسب ضليع من الرعيل الأول من خريجي المعهد الفني. ركزنا نحن الاثنين لنفهم ماذا تقول تلك السيدة وأذكر أن اسمها فوزية شلابي. كان حديثها عصيُ الفهم لمن لم يكن ثورياً. التفت عليّ الأخ بشير وقال لي: المرا دي بتقول في شنو؟ قلت له: دا كلام مثقفين وإنت ما فاهمه يبقى انت مسقف وليس مثقف. علي اليمين هي ذاتها ما فاهمة بتقول في شنو! وضحكنا على انفسنا وعليها كمان.
بعد تولي الإنقاذ السلطة في البلاد حدثت أحداث لم أفهمها ولم أعرف لها سبباً. أردت أن أوردها هنا ليفيدني العارف ماذا تعني؟ يقول المصاروة:(كل إنسان ينام على الجنب البريحو). وهذا يعني أن للإنسان مطلق الحرية لفعل ما يريد بشرط ألا تتقاطع حريته مع حرية الآخرين. فحريتك الشخصية تقف عند حدود حرية غيرك. وهذا يقودنا للسؤال الأول:
لماذا يُعتقل الناس الذين لا يؤيدون الحكومة ويُحاكمون أو يُطلق سراحهم دون محاكمة؟ حسب فهمي تأييد الحكومة فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين. فأنا لست مطالباً أن أويد الحكومة غصباً عني وإلا زُجّ بي في السجن لا لسبب إلا لأنني لا أؤيد الحكومة. الحكومة إسلامية كما تقول هي. والحديث الشريف يقول: (من راى منكم منكراً فليقومه بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). وقد صار اللسان اليوم هو القلم والسايبر المفتوح على مصراعيه لكل من يود أن يقول برأيه دون حظرأو منع. فلماذا لا تقبل الحكومة بالرأي الآخر ألم نقل لهم أن العوج راي والعديل راي أيضاً. أم أن الحكومة تعتبر أن رأيها هو العديل ورأي غيرها هو العوج؟
كنا نتوقع من منسوبي الحكومة ومنظريها أن يجلسوا مع الشخص الذي يرون فيه معارضاً ويحاولون إقناعه ببرنامج حكومتهم وخططها وأنها الأنفع للوطن والمواطن. فإن اقتنع فهذا مرتجاهم وإن رفض فذلك رأيه. لا نقصد بالمعارضة للحكومة السب والشتم بلا سبب وجيه، خاصة أن سب الأفراد لا يؤثر على سير قافلة الحكومة. كما أن الإتهامات بلا دليل حجة ضدك وليست معك. هنالك بعض منسوبي الانقاذ الذين يجلبون السخط على أنفسهم بأن يكونوا ملكيين أكثر من الملك نفسه. ولا نرى داعياً لذلك. فمن يؤيد الحكومة لمصلحة شخصية فليستمر فيها ولكن يجب عليه ألا يفرض على الناس تأييد وجهة نظره بالقوة. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment