Tuesday 17 March 2015

هجوم الصيف الحاسم



هجوم الصيف الحاسم

قال وزير الدفاع بالنظر عدة مرات أنهم سيحسمون أمر التمرد في جبال النوبة في هذا الصيف. والمعلوم أن الصيف تبقى منه أقلّ من شهرين لأن بداية شهر مايو من كل عام هي بداية هطول الامطار والتي معها تمتلئ الخيران والأودية بمياه الامطار ويتعذّر التحرك بأي صورة كانت.
كان القتال يدور بين قوات الحكومة والحركة الشعبية ق ش في مناطق الجبال الغربية. لقد استعصت الجبال الغربية على قوات الحكومة ومن يدعمها من قوات الدعم السريع. وفشلت قوات الحركة في هزيمة قوات الحكومة والتقدم نحو المدن الكبرى الدلنج وكادقلي. ولهذا وقف حمارا شيخي المجموعتين في عقبة قمتها عالية ولا قرار لها. فلا منتصر كما هو معروف في مثل هذه الحروب ودائماً يكون الصلح والتفاوض هو سيد الأحكام. لكن الرئاء من الجانبين وعدم الإعتراف بالفشل جعلهما يقفان موقفاً غريباً لا يعرفان كيفية الخروج منه.
الطرفان لا يريدان الصلح ولكل اسبابه. فالحكومة لا تود أن تفقد عذرها الدائم أن سبب الضائقة المعيشية هي الحرب الدائرة في عدة مناطق في السودان. وبهذا يحل لها ويحلو لها أن تفعل ما تريد وقت ما تريد كيفما تريد. والحركة الشعبية عندما فشلت في التقدم نحو نصر حاسم أرادت أن تدخل المفاوضات بشروط تعجيزية هي تعلم سلفاً أن الحكومة لا تقبلها ولهذا لن يحسم الامر عسكرياً ولن يتقدم أي طرف سياسياً نحو الصلح.
تركت الحركة الجبال الغربية واتجهت شرقا نحو الجبال الشرقية وذلك لتشتيت جهد الحكومة والانقضاض عليها ومفاجأتها بدخول كادقلي على حين غرة. فدخلت كلوقي وهي قرية كبيرة ولا توجد بها مقومات مدينة لأن لا كهرباء بها ولا ماء ولا شوارع مسفلتة فكيف تكون مدينة؟ أحرقوا المدينة كما يسمونها وقتلوا من قتلوا وتحركوا نحو قرى لا توجد للحكومة سمات بها مثل قرى توسي وهي منطقة مشاريع زراعية وعاثوا فيها فساداً.
لم يكتفوا بذلك وكأن لهم ثأر بايت مع الشعب الذي يودون تحريره فدخلو قرى أم دحيليب والسيسبان وكلها قرى لا توجد بها حاميات ولا معسكرات تدريب عسكرية بل مزارعون ورعاة ليس إلا. وبعدها توجهوا نحو الرحمانية وهي منطقة محصنة بها كتيبة عسكرية ولكنهم لم يقدروا على دخولها لأسباب بدهية على الأقل حتى كتابة هذه الكلمات.
ختاماً نوجه حديثنا للأخ المهندس آدم الفكي، (الما كسى أمه ما بكسي خالته). لقد فشلت في حماية أهلك وعصبتك في كلوقي فمن يتوقع منك حماية في رشاد أو ابو كرشولا أو خلافهما. لقد فشلت في توفير الأمن الذي وفره أحمد هارون من قبلك. وبما أنه لا توجد تنمية يقال عليها فلأفضل لك ترك السياسة والتوجه لرعاية مصالحك المالية من زراعة ورعي وتجارة فهي أولى بك وربما يأتي الله للولاية بوال أكثر فاعلية منك.
(العوج راي والعديل راي)
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment