Sunday 15 March 2015

إلى شباب الجبال الشرقية



إلى شباب الجبال الشرقية

حديثي أبدأه بتعريف الجبال الشرقية لمن لا يعرفها.. هي منطقة قدير التي نصرت الثورة المهدية ومنها تحركت وذلك برأي المك آدم أم دبالو عظيم منطقة تقلي والذي كان لرأيه السديد بأقناع الإمام المهدي أن يبدأ من قدير وليس جبال رشاد لأسباب بدهية. وكان النصر حليف الثورة المهدية التي منها تكوّن السودان المعروف بحدوده المليون ميل مربع بكل أسف نقصت شوية.
الجبال الشرقية هي أغنى منطقة في السودان ولا أقول أنها من أغنى مناطق السودان. فأغني مناطق السودان كما هو معلوم للجميع للقضارف.. ولكن ماذا تنتج القضارف غير الذرة والسمسم؟ المنطقة الشرقية أغنى من القضارف والدمازين والدالي والمزموم مجتمعة. ولو وُظِفت إمكانات المنطقة الشرقية توظيفاً صحيحاً لكفت السودان كله مؤونة عامه وزياده. فمشاريع البيضاء  وتوسي وأبو عضام وعريض وجديد المطيمر وشرق أبو جبيهة التي هي الترتر حتى جبل المقينقص وشمال مشاريع أبو دوم حتى نهاية المنطقة في الشمال الشرقي.. ناهيك عن البلدات والمزارع في القرى الممتدة لو غُيض لهذه المشاريع أن تخضّر كلها لما كان للقضارف ذكر.
لكن هروب المزارعين من السجون وهروب الآخرين المفتعل لأن المشاريع مُنحت لمن لا يستحقها من خارج المنطقة جعل الإنتاج في المنطقة يضمحل بصورة لا يتصورها من يعرف إمكانات الأرض وخيراتها ونشاط سكان المنطقة مثلي. الجبال الشرقية تنتج السمسم والذرة وهنا نتساوى مع غيرنا ولكن تمتاز المنطقة بإنتاج الفول السوداني في كل من محليات العباسية تقلي والترتر(السلام) ورشاد والليري. وهو الإنتاج الذي كان يُشغِل معاصر زيوت أمروابة في الزمن الجميل.
عن الإنتاج الغابي نتحدث.. المنطقة تنتج جميع أنواع الصمغ بما فيها صمغ الترتر الذي لايوجد إلا بالجبال الشرقية بكميات كبيرة.. إضافة لصمغ الهشاب المعروف بجودته والذي يمكن للمنطقة أن تنتج منه ما يفوق العشرين ألف طن في العام لو وجد المنتجون الدعم القليل – الذي سنتحدث عنه في مقال خاص بالصمغ العربي- وتنتج المنطقة صمغ الطلح وصمغ اللبان وكلها اصماغ للتصدير. ومن المنتجات الغابية المستهلكة محلياً مثالاً لا حصراً القنقليس والقضيم والعرديب واللالوب. وبها كل أنواع الأخشاب في الغابات الحكومية والغابات الأهلية.
عن الفواكه نتحدث بالفم المليان .. أنه لو قامت صناعة لإنتاج مركزات عصير المانجو فقط لعادل دخلها دخل البترول قبل إنفصال الجنوب. هذه معلومة مؤكدة بدراسة أجرتها مؤسسة خيرية هولندية مع مؤسسة حكومية.. ولكن بت المطلقة ما عندها حظ وهكذا الجبال الشرقية. بُنيت الدراسة على إنتاج منطقة أبو جبيهة فقط وهي منطقة البساتين الجنوبية والتي تمتد من تاندك وحتى أبو جبيهة ولم يدخل إنتاج مناطق أبو كرشولا والفيض وخور الدليب وشمشكة حسب قول من أفادني بالمعلومة. فكم سيكون الدخل لو أضفنا إنتاج منطقة البساتين الشمالية والتي ربما تفوق إنتاج منطقة البساتين الجنوبية أو على أقل تقدير قدرها؟ وماذا عن إنتاج العباسية تقلي من الليمون وكذلك الجوافة وغيرها من الفواكه؟
الجبال الشرقية غنية بالثروة الحيوانية مما جميعه الأغنام بنوعيها والماشية والجمال. ولا أبالغ لو قلت أن عدد الإبل في الجبال الشرقية لا يقل عن عددها في محلية بارا وذلك بسبب نزوح رعاة الإبل من محليات شمال كردفان واستقرارها في محليات الجبال الشرقية.
أما المعادن فإنتاجها يبدأ بالنحاس والزنك والرصاص ماراً بالفضة والذهب في محليات عدة ولا ينتهي إلا باليورانيوم في شمال المنطقة. أما العنصر البشري وهو المهم في العملية الإنتاجية متوفر والحمد لله. ما هو المطلوب؟ سنتحدث عنه في المقال التالي إن شاء الله. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment