Wednesday 3 September 2014

رفع الدعم .. الجانب الآخر

رفع الدعم .. الجانب الآخر

وعد وزير المالية أو أوعد فلا فرق بينهما فيما نحن فيه من ملهاة سودانية لا يعرف لها قرار؛ بأن الدعم سيرفع عن السلع في شهر يناير القادم إن شاء الله. كل من تناول الموضوع حتى الان نظر لجانب زيادة الاسعار وما يتبعه من شظف عيش على المواطن المقهور الذي لا تكفيه مداخيله مما جميعه وجبة واحدة في اليوم لمدة اسبوعين في الشهر. لكن هنالك جانب آخر اكثر إشراقاً على بعض الخاصة وأولاد المصارين البيض.. ألا وهو الربح المتوقع من تخزين السلع التي سيُرفع عنها الدعم.

نتوقع كما الكثيرون رفع الدعم عن المحروقات بأنواعها.. البنزين والجازأويل وغازالطبخ الذي يسميه السودانيون البوتاغاز. ولا تنسوا حطب الحريق والطلح والفحم. وسيرفع الدعم عن السكر وعن زيوت العربات والماكينات والشحوم بأنواعها.. سيصاب قطاع النقل بشلل شبه تام حيث يكون هو أكبر المتأثرين برفع الدعم. وبطريق غير مباشر سينزل رفع الدعم ضيفاً على كثير من المنتجات التي ستتأثر بقطاع النقل الذي اصبح في السهلة. سترتفع أسعار الخضر والفاكهة .. اللحوم والحليب .. الأجبان .. التمر.. الويكة .. زيوت الطعام والتي هي أصلاً مرتفعة الثمن في بلد ال200 مليون فدان صالحة للزراعة.

وهنا سنقدم مقترحات اقتصادية ليستفيد أولاد المصارين البيض من رفع الدعم ويزيدوا ماعندهم من مال الدنيا. كل من له رأسمال حقيقي ويمكنه الاستدانة من البنوك المختلفة يمكنه أن يصبح ملتيمليونير بالدولار خلال الفترة من نوفمبر وحتى أبريل من العام التالي. فإذا تمكن محتكر من شراء أكبر عدد من أنابيب الغاز- انابيب وليس الغاز- في شهر نوفمبر وخزّنها حتى نهاية شهر مارس فكم سيرتفع سعرها بعد رفع الدعم عنها؟ وعليه قس كم ستكون أرباح من يشترون زيوت العربات وزيوت الطعام إلى آخر القائمة وتخزينها بمرابحات وشراكات مع البنوك لزيادة رأسمالهم المستخدم في العملية الاحتكارية المبرمجة التي خطط لها وزير المالية ليستفيد أصدقاؤه ومحاسبيه وهو معهم بالطبع؟

وعن السكر فحدِّث ولا حرج. وهو سلعة يستخدمها كل الناس بلا استثناء ولا يفوق السكر في الاستخدام إلا زيت الطعام. فكم ستكون أسعارهما بعد رفع الدعم وهي نار الآن على جيوب المساكين من الشعب؟ والمهم كم سيربح المضاربون الذين سيشترون السلع بأسعار ما قبل رفع الدعم وبيعها بسعر ما بعد رفع الدعم. هنا نتحدث عن ملايين الدولارات وليس الجنيهات. ألم أقل لكم أن وزير المالية سيضرب الشعب على بطنه وقفاه لانه منحاز للأقلية الغنية التي هو جزء منها ولا يهمه أمر الغلابة من المواطنين لانهم طبقة لا تهم سيادته من قريب او بعيد.

هل هو خطأ تكنيكي من وزير المالية بإعلانه أن الدعم سيرفع عن بعض السلع ونحن نعلم أن لا دعماً على أي نوع من السلع، وأن مثل هذا الإعلان يعتبر سرّاً من أسرار الدولة لا تذيعه إلا في يومه في بلد يضرب فيها الفقر بأطنابه على 95% فقط من شعبها المؤمن الصابر؟ هل يقصد الوزير تنبيه الناس ليخزنوا حاجتهم من تلك السلع قبل ارتفاع أسعارها ومن أين لهم الوفورات التي بها يشترون ويخزنون؟ هنا تتجلى لنا حكمة وزير المالية في تطبيق القول الشائع: (المساواة في الظلم عدل). لقد الوزير حين أخطر كل العامة بأنه سيظلمهم برفع الدعم. وأخطركل الخاصة بأنه سينفعهم برفعه للدعم وكل إنسان لما يُسِّر له.

حتى لا يُلدغ الشعب الصابر مرة أخرى من جحر رفع الدعم عن بعض السلع فإننا نقترح على السيد وزير المالية رفع الدعم عن كل السلع بلا إستثناء. بهذا العمل يستطيع الشعب الفقير المسكين تدبير أمره والعيش بدون دعم للسلع وهو يعلم ألا دعم من أصله. لكن الجانب المهم هو أن تعرف الحكومة لها طريقة أو مسمى جديد لزيادة الضرائب على المواطن بعد أن تكون قد استكملت حجوة رفع الدعم المفترى عليها، لأن حوض رملة الصرف البذخي الحكومي لا قرار له. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment