Tuesday 16 September 2014

دليل الديمقراطية 90 حزباً

دليل الديمقراطية 90 حزباً

قال حسبو نائب رئيس الجمهورية أن بالسودان ديمقراطية لا توجد في أي بلد في العالم. برر مقولته أن بالسودان 90 حزباً سياسياً وهذا في فهم الرجل هو قمة الديمقراطية. ونقول له كلامك صاح وكلامك غلط. هل يفهم السيد نائب رئيس الجمهورية الذي أتت به الجهوية ومشكلة دار فور المعقدة معنى كلمة الديمقراطية؟ أعتقد بالنفي وإن كان يفهم معناها فإنه يفهمها بطريقته الخاصة وهو أدرى بها. أكاد أجزم أن كثيرون لا يعرفون الفرق بين الديمقراطية والحرية، مثلهم مثل الذين لا يعرفون الفرق بين الحوار والنقاش. الذين لا يعرفون معنى الحرية يعتبرونها التحلل من كل ما مقيِّد لحركة الفرد ولكن هذا خطأ فحريتك تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. وهذا سقف لا يمكنك تعديه مهما كانت درجة الحرية الممنوحة لك فهي بنفس الكم والكيف ممنوحة لغيرك عملاً بمبدأ تكافؤ الفرص.

الديمقراطية هي حرية التعبير والإختيار دون ممارسة ضغوط تمارس على الفرد بشرط أن لا تتعدى حدود الديمقراطية حدود الحرية. فالحرية تشمل الديمقراطية في داخلها وليس العكس. لك الحرية أن تختار الحزب الفلاني ولكن ليس لك الحرية أن تسئ للحزب العلاني. النقد للحزب يشمل السياسة الحزبية ومخطط الحزب ومقترحاته لتحسين وضع الوطن مما جميعه. ولهذا فالحرية هي الكابح لجماح المشتطين في العداوة ويخلطون بين الحزب وبرامجه واهدافه وطرقه وبين قادة الحزب مما يفرغ الحديث من معناه وهدفه.

أما قول حسبو أنه لا توجد أحزاب بهذا العدد في اي دولة في العالم فهو صحيح. ولكن هو يتحدث عن الكم ولم يتحدث عن الكيف! بريطانيا أم الديمقراطية كم عدد أحزابها .. وعدد سكانها يعادل 4 أضعاف سكان السودان. ثلاثة احزاب رئيسية تتنافس فيما بينها وهنالك احزاب إجتماعية اكثر منها سياسية مثل حزب الخضر أو الحزب العنصري المعروف.. فهل نقدر على القول أن بالسودان ديمقراطية أكثر منه في بريطانيا يا سيد حسبو؟ ونفس القول ينطبق على أميركا والتي بها حزبان كبيران وعدد سكانها 9 أضعاف عدد سكان السودان!! وكذلك كل من المانيا وفرنسا وغيرهما من الدول العتيقة في الديمقراطية وحكم الشورى.

نقول للأستاذ حسبو نائب رئيس الجمهورية: الديمقراطية التي نريد لا نعني بها الفوضى. فكل من تعدى حرية التعبير وحرية الرأي إلى الخوض في أساسيات الوطن – ليست الخطوط الحمراء المفترى عليها- يجب أن يوقف في حده. ولكن أن يكون لبعض الناس كل شئ وللبعض الاخر لا شئ فهذا ليس من الديمقراطية في شئ. لا يجب أن نعتبر نقد المؤتمر الوطني كحزب والوزراء كعمال ندفع مرتباتهم تعدي على الخطوط الحمراء. فلو جلس كل منهم في بيته لما (جبنا خبره بتعريفة). وأنت كمثال قريب .. من أين سنعرف حتى اسمك لو لم تأت بك الظروف الدارفورية لهذا المنصب فكم من دار فوري مثلك وأكثر منك لا نعرفه ولم نسمع به ولهذا لا نقول له ولا عنه صرفاً ولا عدلاً.

الديمقراطية هي الصراحة مع الشعب وإبلاغه بالحقيقة المرة وهي خير ألف مرة من لف سم الأكاذيب له في دسم الاخبار المفبركة التي سرعان ما تتكشف عدم صدقيتها مما يجعل الشعب لا يصدق ما تقوله الحكومة حتى ولو كان حقيقة مجردة مثل شروق الشمس من الشرق. والحكمة المعروفة تقول: (الكذب كان غدّاك ما بعشيك). ولكم في أحزاب الوطني المصري وحزب زين العابدين في تونس والإتحاد الإشتراكي النميري خير مثال؛ فكلها كانت أحزاب كرتونية مرتبطة بالمصالح فبزوال المصالح تزول الأحزاب كفص ملح ذاب في كوب ماء ساخن. فاعتبروا بغيركم وهو من الحكمة. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment