Saturday 27 September 2014

المتعافي وهباني من هما وماذا كانا؟


المتعافي وهباني من هما وماذا كانا؟

من الراكوبة قرأت: "  قال المصدر إن دولة الكويت رفضت منح تأشيرة دخول أراضيها لوزير الصناعة السميح الصديق فى وقت سابق من سبتمبر الجاري مع وفد كان يصطحبه لاقناع الكويتيين بضرورة تغيير موقفهم الرافض لقرار الوزير الذي قضى بعزل المرضي، وذلك حتى تلحق الشركة بموسم الانتاج الجديد الذى يواجه تعثر كبير فى الاستعدادات الروتينية ولانعدام السيولة بالشركة وتكدس مخازنها بالسكر بعد عمليات إغراق السوق بالسكر المستورد بواسطة د. المتعافى وشريكه د. إبراهيم هباني."

الذي همني من هذا الخبر هوالجزء الأخير منه .. "بعد عمليات إغراق السوق بالسكر المستورد بواسطة د. المتعافي وشريكة د. إبراهيم هباني". اه المعنى بالعربي البسيط أن د. المتعافي وشريكة د. إبراهيم هباني قد استوردا سكراً من الخارج لدرجة أن السكر المستورد أثّر في مبيعات وتسويق شركة سكر كنانة لإنتاجها الوطني.

قد يظن القارئ أن اللوم يقع على المتعافي وهباني! أبداً اللوم يقع على من فتح لهما باب الإستيراد على مصراعيه. ولكن لنقول أن فتح هذا الباب فأل خير حيث يكثر السكر بالأسواق مما قد يمنح المستهلك المسكين قليلُ تخفيضِ في الاسعار. والشخصان تاجران شاطران يستغلان الوضع في البلاد لصالحهما. لا نناقض ذلك ولكن سيقودنا هذا التصرف إلى السؤال عن الفساد في أبعد مراميه. ففي حديث تلفزيوني مشهود قال البشير من عنده مستندات فساد فليأت بها. هذا كلام جميل. لكن ماذا يعني الرئيس بالمستندات؟ هل يعني الأوراق؟ هنالك البينة الظرفية وهي أقوى وأكبر من المستندات الورقية التي يمكن ضربها في عهد الفوتوشوب.

تقديراً لكميات السكر المستورد التي أثرت على تسويق كنانة فنحن لا نتحدث عن كمية أقل من مائة ألف طن سكر. كم قيمتها في السوق العالمية؟ وبسعر اليوم الذي يفوق ال450 دولار للطن نجد أن ثمن الكمية هو 45 مليون دولار!! من أين للمتعافي وهباني هذا المبلغ؟ فهما كما هو معروف من أبناء الطبقة الفقيرة قبل الإنقاذ. وكان يعملان في وظائف عادية. المتعافي كطبيب في المملكة ليست اختصاصياً وعاد إلى السودان في سنين التمكين. وهو ليس من الوارثين لمال من أسلافه. وما قلنا عن المتعافي ينطبق على د. هباني، غير أنّه ليس طبيباً، فكيف حصلا على هذا المبلغ؟

هل حصلا على تسيهلات بنكية بتمويل هذه الصفقة؟ وكيف يسمح بنك السودان المركزي بتمرير صفقة بمثل هذا الحجم وفي الامر شبهة مالم تكن هنالك أسباب خفية لا يعلمها نوعنا من العامة؟ وأين رأي إدارة المخاطر في البنك أو البنوك التي قامت بتمويل هذه الصفقة المريبة؟ فإن تمّ تمويلها من بنك واحد أو كونسوتيوم بنوك ففيها إنّة.. وإن تمّ التمويل من مدخرات وممتلكات الشريكين فإنها إنّة أكبر!! أمران أحلاهما مُرٌّ. وإن كانا شاطران وقالا أنه تم التمويل عن طريق بنوك خارجية فما هو الضمان الذي تمّ تقديمه لتلك البنوك لتقوم بتمويل الصفقة؟ ولكن ما أريد أن أوكده هنا أنه من رابع المستحيلات الحصول على تمويل للسودان بعُشر هذا المبلغ حتى من بنوك دولة قطر لأسباب بدهية.

إنّه الفساد يا سيادة الرئيس إن كنت تبحث فعلاً عن الفساد والمفسدين ولا تحتاج لمستندات في مثل هذه الحالات الواضحة وضوح الشمس في رابعة نهار يوليو في الخرطوم. فهلا سمعنا منك ما يسد رمقنا لاحقاق الحق ولّا في خشمك جراداية ولا تقدر تعضي؟ (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment