Thursday 18 September 2014

جنوب كردفان .. الحقيقة الغائبة

جنوب كردفان .. الحقيقة الغائبة

الحقيقة الغائبة في جنوب كردفان هي الفريضة الغائبة .. فريضة السلام. فالسلام في دولة الشريعة والتوجه الحضاري (سابقاً) والسودان الفضل حالياً هي فرض عين علينا جميعاً، من رئيس الجمهورية وحتى خفير مدرسة حلتنا في جبال النوبة. هل وضع كل هؤلاء أو بعض منهم لبنة في عمارة السلام في جنوب كردفان؟ الحقيقة لا. فالبعض لا يهمه ما يحدث في جنوب كردفان لأن مواطن تلك الولاية مواطن درجة تالتة ! فوجوده مثل عدمه. إن غاب لا يسأل عنه وإن حضر لا يُستشار!! رايكم شنو مافي زول جاب خبر تلفون كوكو أبو جلحة حتى اليوم وهو سجين بلا سبب أو طليق في دولة أخرى!!!
من المسؤول عن الوضع المذري الذي تعيشه الولاية؟ الكل بالطبع، أولهم المسؤولون غير المسؤولين  من أبناء الولاية الذين يجلسون على كراسي ناعمة في المركز ولا تتعدى طموحات أفضلهم مركز وزير دولة في وزارة هامشية، وإن تطور أحدهم ودفعت به القسمة الضيزى في وزارة ما، فلن تكون وزارة كاملة الدسم ولكنها وزارة لا تهش ولا تنش ولا فائدة لإنسان الولاية منها.
الحديث عن مشاريع التنمية لا يقود لولاية جنوب كردفان لأسباب بدهية وهي حجة الأمن! وبهذا يُبتلع نصيب الولاية من التنمية ويُجيّر لجهات أكثر حظاً، وكأن مسؤولية الأمن على المواطن! هل فعلاً لا يوجد سلام في الولاية؟ وهل تشتعل الحرب في كل الولاية ؟ من يقول بذلك إما جاهل بجغرافية الولاية أو عامد لتهميش الولاية أكثر مما هي مهمشة. فانعدام الأمن بكامل الولاية كلمة (باطل) أُريد بها باطل.
تمتد ولاية جنوب كردفان في شكل مستطيل من جبل المقينص شرقاً وحتى حدود ولاية غرب كردفان غرباً، بمسافة لا تقل عن ألف كيلومتر. وتمتد من طوطاح جنوب أم روابة والقوز جنوب الأبيض بخط مستقيم من الشرق إلى الغرب .. وتنتهي جنوباً بالليري وبحيرة ابيض حتى حدود ولاية غرب كردفان جنوباً. فهل تشتعل الحرب في كل هذا المستطيل؟ لا بالطبع. الحرب في تروجي وبحيرة أبيض وتلودي وكادقلي في مساحة لا تتعدى 25% من مساحة الولاية. فلماذا لا يُهتم بتطوير باقي الولاية؟
ضعف شخصيات  أبناء النوبة في الحركة جعل الجنوبيون ينصبون عبد العزيز الحلو ومالك عقار وياسر عرمان على رؤوسهم والنوبة هم أس الحركة وعمودها الفقري. إنعدام الكريزما مع غياب الشخصيات القوية داخل المؤتمر الوطني من أبناء الولاية جعل اليسوى وما يسوى يتعلم الحجامة في رؤوس مواطني الولاية. وإلا بربكم قولوا لي ماذا فعل أبناء الولاية الذين تبوأوا مناصب في الخرطوم؟ وماذا فعلوا للولاية وإنسانها؟ سؤال أخير كم عدد أبناء الولاية في المكتبين القيادي والسياسي للمؤتمر الوطني؟ وهل يتناسب مع عدد سكانها مقارنة بولايات اخرى؟ الحيطة القصيرة والتي يتسلقها كل من يود التهرب من هذا الظلم يقول لك كان التعليم غير متوفر لسكان تلك الولاية. في البداية لاحظ بداية الجملة بكلمة كان. ولكن سؤالنا اليوم المتعلمون على قفا من يشيل من حملة دبلوم الديكور وحتى حملة درجة البروفيسورشب في الطب والهندسة والعلوم الاجتماعية .. فلماذا لا نشهد وزيراً للمالية من ولاية جنوب كردفان؟
لماذا لا نشهد محافظاً لبنك السودان من جبال النوبة؟ لماذا لا يعيّن رئيس الأركان في القوات المسلحة من جبال النوبة أو جنوب كردفان. تلك ولاية تمومة جرتق ولأن القائمين على أمرها ليست لديهم الحيلة ولا القوة التي بها يفرضون مطالبهم الملحة والضرورية فستظل الولاية هكذا.. ولا نتوقع تحسناً حتى ولو تحقق السلام. فسلام نيفاشا لم يأت بخير على الولاية وضاع من بين الاصابع كما يتسرب الماء. فهل ننتظر خيراً من مباحثات يقودها من لا يعرف عن الولاية إلا أقل القليل من المعلومات ليجني لنفسه ثماراً لا يستحقها؟ الله اعلم. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment