Sunday 28 September 2014

فاكهة العنصرية وقرض الظلم


فاكهة العنصرية وقرض الظلم

يبدو أننا سنعيش هكذا تحت نير الظلم رغم أنفنا ورغم الحقائق الماثلة لكل ذي لب وألقى السمع وهو شهيد. ولكن عندما تتحدث عن مظلمتك فإياك أن تورد أو تذكر أو تقارن بين منطقتك وأي مدينة أو قرية من المنطقة الممتدة من الجيلي وحتى حدود مصر. فإن أوردتها فعليك تحمل العقوبة. التي هي الإتهام بالجهوية على أقلّ تقدير وإذا تماديت في غيك وسدرت فيه وعقدت مقارنات بين مدينة نيالا الغنية مما جميعه مع أي مدينة في تلك المنطقة التي حددنا فسوف تتهم بالعنصرية. فاحترس المنطقة ملغمة بالعنصرية والجهوية وهلم جرا.

يريدوننا أن نكتب عن كل السودان وعندما نكتب عن مناطقنا في كردفان والظلم الواقع عليها نكون قد نزعنا ثوب الوطنية وصرنا جهويين في احسن الحالات وعنصريين أولاد ....كتبت عن السكة الحديد وولايتي ليس بها متر سكة واحد. كتبت عن الخدمة المدنية بدافع الوطنية ولم أتأذى مما أصاب الخدمة الوطنية من ضرر ولكن أذى الوطن والذين تأذوا دون سبب يهمني فلذا كتبت. كتبت عن الموانئ البحرية وما أصابها من دمار بسبب دمار الخطوط البحرية سودانلاين.. قصدنا اظهار الحق ليس إلا فلا أنا مستفيد من نجاح المؤسسات التي تدمرت بفعل فاعل ولا غاية لي من ذلك. كذلك تحدثت عن النقل الميكانيكي والمخازن والمهمات ولا أظن أن كاتباً كتب على مصلحتي النقل الميكانيكي والمخازن والمهمات مثلي.

موضوعي عن منطقتي في ولاية جنوب كردفان هو توب بت الحطابي الذي كتبت وسأظل أكتب فيه حتى يكتمل. الطريق الدائري الذي يبدأ من أم روابة وينتهي في تالودي .. مقسم إلى قطاعات .. قطاعه الاول أم روابة أبو جبيهة طوله 189 كلم. بدأ العمل فيه قبل قيام الانقاذ بعام واحد وقامت الانقاذ ووقف الطريق.. ومنذ 25 سنة لم يكتمل الطريق بعد. قامت عدة طرق خاصة في ولايتي الشمالية ونهر النيل وكلها طرق أقلّ أهمية من هذا الطريق بكل المقاييس واكتملت ولم يتحرك طريقنا من المربع الأول.

عندما ضربت المثل في مقال سابق بمدينة عطبرة قامت قيامة البعض ولم تقعد حتى اتهموني بالجهوية وخجلوا أن يتهموني بالعنصرية. من ناحية الجهوية فأنا جهوي .. أحب السودان كوطن.. وكردفان كمديرية .. وأبو جبيهة كمدينة .. لكني لست بعنصرياً لأنني لا أرى أن هنالك سبب يجعلني عنصرياً  مما جميعه من اسباب تجعل الشخص عنصري. لكن إن كانت مطالبتي بحق أهلي في العيش الكريم ومنحهم حقهم بطيب الكلام يعتبره البعض  عنصرية فأقول لهم أنتم لا تعرفون معنى كلمة عنصرية بعد وإلا لما وصفوتموني بها.

أبو جبيهة كمنطقة بها أكثر من 15 ألف بستان فاكهة مثمر. تنتج المانجو الاكثر شهرة.. الليمون .. الجوافة .. القشطة.. الفاكهة التي لا يعرفها الكثيرون من سكان السودان على العموم والخرطوم على وجه الخصوص. الفواكه الثلاثة الاخيرة لا تصل مدن التسويق لانها تظهر في فترة الخريف ولانعدام الطريق الصالح للسير في الخريف تذهب تلك الفواكه لمزبلة الفواكه في أبو جبيهة. مع كثرة الكميات التي ترد من فاكهة المانجو من أبو جبيهة إلى السوق فإنها لا تعادل نسبة 10% من الإنتاج الحقيقي للفاكهة في المنطقة.

هذا مثال واحد وغيره الحبوب الزيتية من فول وسمسم .. الحبوب الغذائية من ذرة صفراء وفتريتة ودخن .. منتجات غابية من صمغ عربي وأصماغ أخرى فشجر الشاي ينبت في منطقة أبو جبيهة طبيعياً .. وأخشاب .. قنقليس وعرديب وقضيم .. ويكة (الضرابة كما نسميها).. الدليب .. أما عن الثروة الحيوانية فحدِّث ولا حرج .. جمال ..ماشية.. اغنام بنوعيها .. أما باطن ثروات الأرض فإننا نعتبرها ثورات تحت الارض وليس ثروات .. فالمنطقة من جنوب أبو جبيهة وحتى الليري في حدودنا مع دولة الجنوب بها ما لا يقل عن ثلاثين منجماً من الذهب منتجة وفاعلة ولكن لم يزرها الوزير الباكي خوفاً من قوات الحركة الشعبية والتي هي بعيدة كل البعد عن تلك المناطق. لم أنته بعد فعن النحاس والزنك والرصاص قل كما تشاء .. وختامه مسك هو اليورانيوم ومكانه معروف حتى لسكان المنطقة العاديين واسألوا الألمان فعندهم الخبر اليقين. نواصل عن غرب كردفان أرض البترول في مقال قادم بقدرة الله.
(العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment