Sunday 14 September 2014

الكيل بمكيالين

الكيل بمكيالين

عند ظهور حميدتي وقواته التي تسميها الحكومة قوات الدعم السريع والتي يطلق عليها المعارضون والشعب الجنجويد قال فيهم كل قائل ما يعجبه من القول قدحاً أو مدحاً حسب نظرة المتكلم للكوب. فنحن السودانيون لا نتفق على الحد الأدنى بسهولة ناهيك عن السقف. ومن أول المتحدثين عن قوات حميدتي السيد الحبيب الإمام. تحدث عنها قادحاً كما ورد في الاخبار. وبما أن الدولة ديمقراطية وبها 90 حزباً لا توجد حتى في بريطانيا أم الديمقراطية، كما قال حسبو نائب رئيس الجمهورية، فقد قال الحبيب الإمام رأيه عملاً بمبدأ حرية الرأي وديمقراطية الدولة. حديثه لم يعجب ولاة الأمر. ألقي عليه القبض وتمّ حبسه. ولكن لما للرجل من شهرة عالمية فقد قامت الدنيا ولم تقعد حتى تمّ إطلاق سراحه. لا ندعي معرفة بكيف ولماذا اطلق سراحه ونحن لم نعرف أصلاً لماذا ألقي القبض عليه؟ (هو نحن بنعرف اكتر من الحيكومة)؟

لا شأن لنا فيما قيل عن أسباب إطلاق سراحه. فهنالك من قال انه قدّم استرحام أو سحب كلامه. في الحالتين إصطاد  الحبيب الإمام عصفورين بحجر واحد. قال كلامه ووصل للقاصي والداني. وأطق سراحه وقد حقق هدفه. حتى الذين يهاجمونه على أنه سحب كلامه أو اعتذر لا  أظنهم يعرفون كيف يلعب السياسي بولتيكا صاح كما قال الأب فيليب عباس غبوش ذات يوم. لكن المحيِّر كيف يطلق سراح شخص كان تهمته ترقى لمرتبة الخيانة العظمى حسب ما صنفها عتاة الأمن وخلافهم هل لأنه اعتذار فقط أم هنالك وراء الأكمة ما ورائها؟ خلاصة الأمر أن الحبيب الامام أطلق سراحه.

عندنا مثل يقول: (منعوه من طلوع الكوك طلع الدليب). الكوك نوع من الشجر كثير الشوك. والدليب معروف. والمعنى مُنع من فعل شئ فقام بشئ أكثر مخاطرة أو خطورة منه. ذهب الحبيب الإمام لباريس وفعل فعلته التي فعل مع الجبهة الثورية من وجهة نظر النظام. عادت كريمته أحد نواب رئيس حزب الأمة؛ د. مريم الصادق وأُلقي عليها القبض من سلم الطائرة. لم نعرف ماهي تهمتها وحتى هي قالت أنّه لم توجه لها تهمة محددة. الآن أُطلق سراحها. هل لقيام المسيرات  السلمية التي طالبت بإطلاق سراحها أثر في الموضوع؟ لا نعرف ولكن.. وهنا مربط الفرس.

السيد إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني قال نفس الكلام الذي قاله الحبيب الإمام عن قوات الدعم السريع. ونقول هذا رأي والعوج راي والعديل راي. لم يحمل سلاح ضد الدولة ولا ضد قوات حميدتي. ولكن ألقي القبض عليه. بقية قصته بين النهود والفولة والابيض والخرطوم معروفة بتفاصيلها المملة للجميع. فلماذا لا يطلق سراح الرجل حتى الآن؟ هل هو الكيل بمكيالين؟ هل لأن الحبيب الإمام وكريمته وحزبه يملكون من كروت الضغط أكثر مما يمتلك السيد إبراهيم الشيخ وحزبه؟

نعتبر إطلاق سراح السيد إبراهيم الشيخ فوراً وبدون شروط كرت رابح في يد الحكومة التي تدعو 90 حزباً كرتونياً لتتفق معها .. على شنو؟ الله أعلم. فالإحتفاظ بالكيكة وأكلها في نفس الوقت هو رابع المستحيلات. ونقول للحكومة ان الديمقراطية ليست بطيخة شقّها حلو وشقّها الثاني مر. فاطلقوا سراح الرجل ودعوه ينافس في الانتخابات القادمة ليعلم كل شخص او حزب موقفه وقوته ومدي تأييد الجماهير له. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment