Wednesday 9 September 2015

حنة الخرِّيج


حنة الخرِّيج

قيل في قديم الزمان: (خضاب الرجال الدماء وخضاب النِّساء الحنّاء). ولكن عشنا وشفنا في زمننا الأغبر هذا حناء الرجال بمناسبة وبغيرها. وآخر فلتات الزمان حنة الخريج. أفهم حنة الخريجة.. فلربما للتفاؤل أن يرى أحدهم فتاة خريجة جامعية وعليها حنة الخريجة فتعجبه فيبنى ربك البيت ويتم عمل الخير. لكن أن يتحنن خريج رجل فهذه غير مفهومة أو مهضومة.
وبما أنّ الفاضي يعمل قاضي فقد اصدرت إحدى الجامعات قراراً تمنع بموجبه حنة الخريج أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة مع من يخالف ذلك القرار يوم التخرُّج. ولا نعرف سبباً واحداً يجعل الجامعة تتدخل في حرية الطالب الخريج إلا من باب عدم الشغلة التي تعلِّم المشاط.
لاحظت في بعض الفيديوهات التي تعرض في السايبر أن هنالك رقص وحركات ما أنزل الله بها من سلطان من الخريج وجوقة تتبعه من زملائه وربما اصدقائه واهله مع موسيقى صاخبة غالباً ما تكون غير سودانية وذلك فرحاً بالتخرُّج. التخرُّج الذي صار أسهل من شربة ماء. ولا أعلم ماذا ستكون حال هذا الخريج لو تخرّج في السنين الماضية حيث عدد الخريجين لا يتعدى العشرات وربما قليل من المئات؟
اليوم جامعة واحدة قرأت لمديرها الذي قال أن عدد طلاب جامعته 65 الفاً نصفهم يدرس بالنهار ونصفهم بالليل أي أن عدد طلاب الدفعة لا يقل عن 13 ألف طالب وطالبة. هذا العدد يعادل ضعف عدد طلاب جامعة الخرطوم كلها عند تخرجنا. فكيف يدرس هذا العدد المهول وهل هنالك معايير للكيف التعليمي وقد علمنا الكم الخرافي من الطلاب؟ هذا هو سبب تخرُّج كثيرون في الجامعة وهم أشباه أميين. (العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي
زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

No comments:

Post a Comment