Monday 21 September 2015

ثورة التعليم العالي!


ثورة التعليم العالي!

سمعنا عن إنطلاقة التعليم العالي التي ابتدعها البروف إبراهيم أحمد عمر والذي في نفس الوقت أرسل أولاده ليدرسوا في الخارج! ولكننا لم نكن نتوقع أن تكون تلك الإنطلاقة إنطلاقة بالمعنى السئ للإنطلاقة. وصل عدد الجامعات قرابة ال40 جامعة وكلية عليا في جميع التخصصات المطلوبة والغير.
لا أظن أن عدد الجامعات والكليات المؤهلة لأن نطلق عليها اسم جامعة لا يتعدى العشر. فالجامعة تعريفاً هي مباني وتشمل مكاتب ومعامل وغرف محاضرات ومكتبة كتابية ومكتبة إلكترونية. وفوق كل ذلك معلمين يحملون درجات علمية رفيعة أقلّها درجة الدكتوراة لمن يقومون بالتدريس المباشر للطلبة. ويعاون هؤلاء مجموعة من الأستاذة المشهود لهم بالكفاءة والمعرفة والدراية بالعلم الذي يساعدون في تدريسه.
كيفية القبول في الجامعة تنطبق عليها شروط قاسية حتى لا يتسرّب من هو غير مؤهل للدراسة الجامعية في التخصص المعني. على أيامنا لن تدخل جامعة الخرطوم مهما كانت درجة شهادتك الثانوية لو كنت راسب في اللغة الإنجليزية. وفي السنة الأولي بكلية العلوم التي كانت تؤهل الطلاب ليلتحقوا بالكليات المهنية كالطب والهندسة والصيدلة وغيرها يشترط نجاح الطلاب في اللغة الإنجليزية التي كان يطلق عليها Scientific English ولن تقبل في كلية الطب لو رسبت في اللغة الإنجليزية مهما كانت نتيجتك في بقية العلوم بتقدير ممتاز A+ . لقد حصلت زميلة لنا على درجة الإمتياز في الكيمياء والفيزياء والأحياء وعلم النبات ولكنها رسبت في اللغة الإنجليزية. لم تُقبل في كلية الطب وذهبت القاهرة لدراسة الطب.
ما دعاني لإيراد هذه الفذلكة التاريخية هو ما قرأت في إعلان لجامعة في فداسي بالقرب من مدني أنها تقبل طلاباً في كليات الطب والصيدلة ممن يحملون نسبة 65% ولعمري هذه نسبة ضعيفة لا تؤهل حاملها حتى لدراسة الزراعة أو الطب البيطري على أيامنا! فعلى ماذا نحن مقبلون والمستوى الأكاديمي يتدهور بصورة غير مسبوقة؟ ولولا أن جل الجامعات الكرتونية هذه يمتلكها أصحاب القرار السياسي لما قامت منها واحدة والتي سنحصد منها الشوك في مقبل الأيام. ولهذا نقول للسياسيين الذين يسعون لاسقاط النظام أن مهمتكم أصعب من اسقاط النظام لتقويم ما تركه وخرّبه نظام الإنقاذ في عمود الدولة الفقري وهو التعليم من مرحلة الأساس وحتى التعليم فوق الجامعي. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

No comments:

Post a Comment