Thursday 17 September 2015

ترعتي كنانة والرهد


ترعتي كنانة والرهد

كلنا سمع في التسعينيات عند بدايات الانقاذ أن هنالك ترعتي كنانة والرهد. بصراحة لم أفهم لماذا الترعة وأين مكانها وماذا ستقدم لأنني كنت خارج البلاد والتواصل ليس بسهولة هذه الايام. منذ تلك الأيام عرفت الكثير عن الفساد المتوقع حدوثه في السنوات المقبلة. وقلت لصديق معارض كبير أن الانقاذ لو استمرت 3 سنوات فستكمل 10 سنين عجاف.. وبعدها لن تسقط بأخوي وأخوك. لم يصدقني ذلك الرجل وقال لي: أنت متشائم .. قلت له: أنا واقعي ولا أخلط بين العاطفة والعمل. وقد كان وها نحن نقترب من إكمال عقد الانقاذ الثالث.
سمعت أن الريس لم يجد التمويل اللازم لحفر الترعة وأنه حلف بالطلاق 3 أن يحفروا الترعة ولو بالكواريك والقفف. قلت عشان بت عمي ما تتطلق سمبلة ساي .. بحثت عن تمويل وحصلت على هبة بمقدار 10 ملايين جنيه استرليني في نهاية العام 1992 وفي العام القادم من الممكن أن ترتفع الهبة لأضعاف ال10 ملايين.
الجهة الواهبة قالت انها لا تدفع فلوس كاش ولا تعطي قرض ولكنها تعطي معدات معينة في  العمل المطلوب. قابلت وزير مركزي كبير في لندن وأخطرته بالأمر. طلب مني المانحون أن أحضر قائمة بالمطلوب من آليات. كنت أمتلك صورة من المعدات المطلوبة حصلت عليها من مهندس متخصص في الهندسة المدنية. سلمتهم القائمة. طلبوا مني أن أحضر ما يفيد أنني قدمت هذه القائمة من المعدات لترسل لحكومة السودان وتسلم في ميناء بورتسودان لانها معدات تربة ثقيلة لا يمكن نقلها بالطائرات. أخطرت الوزير بالطلب.
قام الوزير الهمام بكتابة رسالة التفويض وارسلها مباشرة للشركة ولكن قدم التفويض باسم ويليام جانق .. اسم صيني عديل. غضب المانحون وقالوا لي: نحن قلنا لكم لا ندفع قروض ولا مبالغ نقدية ولا عمولات لان عملنا عمل خيري وأن تقدموا لنا مندوباً من السودان فكيف يكون مندوبكم صيني؟ في الحقيقة فوجئت بالأمر وشاهدت التفويض. وعندها قالوا لي: سنشطب اسم السودان من قائمة الدول التي سنمنحها هبات للمساعدة.
قابلت الوزير مرة ثانية في لندن وقلت له بما حدث. أنكر الرجل الحادثة مع الرسالة التي شاهدتها موقعة بتوقيعه وعليها خاتم مكتب الوزير. قلت له: لو كنت اسعى لضررك لسلمت الرسالة لعمر البشير بيدي ولكن السودان تحتكم ضاع وانتهى. الغريب في الأمر بالطبع أنني أنا من عرّف الوزير بالسيد وليام جانق الصيني.. وحاول يلف من خلفي واصاب الضرر السودان وليس هو ولا أنا.
هذه هي الحادثة الثانية أم الأولى مع التمويل للسودان فهي أغرب وعليه بعد الثانية نسيت موضوع السودان وبحثت عن زرقي في أمكنة أخرى أسهل في التعاون وأصدق أيضاً. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها
http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk


1 comment:

  1. هذا اقرب للرمزية لماذا لا تفصح اكثر ؟

    ReplyDelete