Wednesday 28 September 2016

سكك حديد إثيوبيا

سكك حديد إثيوبيا

حيرني ما قرأت في الاسافير في الأيام القليلة الماضية عن خطوط السكة الحديد بين أديس أبابا وجيبوتي والتي ستفتتح في شهر أكتوبر المقبل. خطّان متوازيان وعليهما قطار نظيف ويلمع، وما بالداخل نقول ما شاء الله كان.
كيف تقوم إثيوبيا بكل هذا البنيان المرصوص وهي الدولة الفقيرة بكل المقاييس مقارنة بالسودان الحبيب؟ قطعت الشك باليقين أن العلّة فينا نحن السودانيون كبشر. لا أريد أن أسمع من يقول لي (دا كله من الكيزان). الكيزان سودانيون كاملي الدسم وعندهم أرقام وطنية. لم يأت الكيزان من كوكب آخر بل شبُّوا وترعرعوا في هذا الوطن الحدادي مدادي.

رضعوا الخيانة وسوء الخلق والسرقة وهلم جرا من ثدي الوطن لم يستجلبوا الصفات الدنيئة والخسيسة بخطابات إعتماد من خارج الوطن. ساعدهم بقية الشعب بالصمت المريب حيال الكوارث التي حلّت بالوطن بدءاً بمقتل تجار العملة وحتى حرب الجنوب الدينية وأكملوها بحرب دار فور والمنطقتين. لم يجدوا من يقف أمامهم ويموت واقفاً ليقول لهم هذا خطأ وهذا خطل معروف لا يقود الوطن إلى السلامة.

انفردوا بكل منطقة على حدة وعاثوا فيها وعاسوا فيها الفساد. بدأوا بإنسان الجزيرة تربية الشيوعيين الذي كان يوفِّر نصف الدخل القومي فحطموا مشروع الجزيرة أما أعين أهله ولم يقف أمامهم (ود مقنعة) ليقول لهم:لا. عرفوا مكمن الخطورة في السكة الحديد التي كانت تساهم بربع الدخل القومي وألحقوها (بأمات طه) على نفس قرار ما حدث في الجزيرة لأن السكة الحديد هي منبت الشيوعية.

على الجميع أن يفهموا و(ما يعملوا رايحين) أن الشيوعية الصينية تختلف عن الشيوعية السودانية. فتلك شيوعية بيضاء من غير سوء طالما تدر على القائمين على الأمر ما هو معروف للجميع. فحزب المؤتمر الوطني السوداني يتعامل مع الحزب الشيوعي الصيني ويرفض التعامل أو حتى الإصغاء لرأي الحزب الشيوعي السوداني لأنه رجس من عمل الشيطان.


ارجو أن يقرأ كلامي من هو من ناس الحكومة ويفيدني لماذا أصاب السودان ما أصابه من دمار في ربع قرن لم يطاله خلال حكم كتشنر وهو نصف قرن ونيف؟ (العوج راي والعديل راي)

No comments:

Post a Comment