Tuesday 17 November 2015

التطبيع مع إسرائيل


التطبيع مع إسرائيل

تكررت هذه النغمة عدة مرات ومن أشخاص لهم باع في هذه الحكومة بدءً من حاكم ولاية القضارف السابق ورئيس إتحاد المزارعين السابق كرم الله عباس ولحقه كثيرون وقامت المناضلة تراجي بزيارة اسرائيل تحت فرضية تطبيع العلاقات بين الشعبين وليس الحكومتين. وأهو كلام والسلام.
أنا لا أكره إسرائيل ولكن لا أحب البشير على وزن أغنية شعبولا المشهورة أنا بحب عمرو موسى وبكره اسرائيل. لو جينا للحق أنا لم أتضرر من إسرائيل ولا دولتي السودان تضررت منها ضرراً مباشراً كما مصر والأردن. ولكننا أشد عداوة لليهود من أولئك المتضررين منهم. إنّ كلمة التطبيع مع إسرائيل سهلة النطق عصية التطبيق. إسرائيل لا تريد أن تطبِّع مع السودان ولها أسبابها. ونحن نجري خلف سراب ماء بقيعة نحسبه من ظمائنا للحقيقة ماء تطبيع.
يظن الكثيرون ويتخيلون بخيال واسع أنه بمجرّد تطبيعنا مع إسرائيل فستنقلب حياتنا عسل على سمن. هذه واحدة من أراجيف من يدعون للتطبيع مع إسرائيل ولكنها مستحيلة التنفيذ أو التحقيق. من قال أن إسرائيل تريد خيراً للسودان؟ وما هي مصلحتها في أن يعم الخير السودان أو أي دولة أخرى حتى أميركا ذات نفسها؟ إسرائيل لا تراعي إلا مصالحها ومصالح مواطنيها الدنيا والعليا وما عدا لا يمثل ولا مثقال ذرة من إهتماماتها. فلننسى حكاية التطبيع إن كنا نعتقد أنها البقرة التي ستدر علينا حليباً سائغاً للشاربين.
المعروف أن تنظيم الأخوان المسلمين من أكثر التنظيمات عداوة لإسرائيل قبل التنظيمات الكثيرة الآن.. وسياسة الإخوان المسلمين لم تتغيّر تجاه إسرائيل منذ قيام الجماعة وحتى اليوم حسب متابعتي.. ولهذا فالمحير هو أن يتنطّع أحدهم مثل حسين خوجلي ربيب الكيزان منذ نعومة أظفاره ويأتي بما لم يأت به الأوائل ويطالب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وكأننا نحن من يرفض التطبيع وتجري خلفه إسرائيل.
قد يقول قائل: (إن إسرائيل هي سبب فصل الجنوب).. نقول نعم ولا.. ولتكن نعم هي البداية .. اسرائيل تعمل حسب مصالحها ومن ضمنها فصل جنوب السودان عن شماله.. وتحقق لها ذلك برضاء حكام شمال وجنوب السودان.. والآن من مصلحتها فصل دار فور وليذهب السودان إلى الجحيم من وجهة نظر إسرائيل فهو غير مهم كدولة ولا يوجد في حساباتها رقم اسمه السودان .. فلماذا الجري وراء سراب التطبيع مع إسرائيل؟
فكروا في إحياء الزراعة وسترون كم من الدول ستأتي للسودان طائعة تريد علاقات حميمة معه فالجوع كافر والعالم مقبل على فترات جوع ربما تكون في صالحنا لو لعبنا لصالح ورقنا وحطينا الكورة واطا وشتنا في الزوايا 
الاقتصادية الناجحة وأولها الزراعة. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

No comments:

Post a Comment