جن أم غباء؟

جن أم غباء؟

السياسة هي عمل من لا عمل له لأنها لا تحتاج لمؤهلات أكاديمية ولا خبرات عملية ولهذا فكل من هبّ ودبّ يمكنه العمل كسياسي خاصة في السودان الحبيب. وقديماً قيل من يعمل بالسياسة إما أنه فقير وانتهازي أو غني ومغفّل.  الفقير الإنتهازي يود استغلال ملكته في التملق للصعود على أكتاف الجادين والحادبين على مصلحة العمل ليحقق مآربه الشخصية التي لن يستطيع تحقيقها وحيداً.

الغني المغفل لديه المال ولكن تنقصه الشهرة خاصة إذا كان من طبقة ليست ذات شهرة. ولكن فرج الله عليه من أوسع أبوابه. ولهذا يريد إكمال النقص فيه بالعمل كسياسي لا يشق له غبار. قال أحد الأغنياء في السودان لابنه: (نحن المال عندنا منه ما فيه الكفاية عايزك تشهر اسمنا دا فوق بالدخول في السياسة) وقد تحقق لهما ما يريدان عندما وجدا التربة الصالحة خلال هذا الزمان الأغبر.

لا نريد أن نحجر العمل السياسي والنضالي على الرجال فللمرأة دورها بكل تأكيد ولكن هنالك أولويات على السيدة التي تود العمل في المجال السياسي أن تراعيها. إذا كان لها أطفال قُصّر أو مرضى بأمراض تستوجب الرعاية الكاملة فهنا عمل المرأة في السياسة والتفرغ لها بالسفر والدخول في اجتماعات كثيرة لا تنتهي يعتبر جريمة في حق اسرتها الصغيرة خاصة لو علمنا أن تلك السيدة منفصلة عن زوجها سواء بالطلاق أو الوفاة.

مهما كان الدور العظيم الذي ستقوم به تلك السيدة فلن يوازي أو يعادل حتى نصف واجبها تجاه أبنائها المحتاجين لرعايتها عن قرب وليس بالريموت كنترول عن طريق مربية أجنبية لا تتقن لغتهم ولا يعرفون لغتها وبينهم حاجز اللغة التي يتحدثونها. على السيدة أن تقوم بدورها كاملاً تجاه أسرتها في المقام الأول وإن فاض لها وقت فلا مانع أن تمنحه لوطنها من أجل رفعته وعلو شأنه. وقديماً قيل: (ما حكّ جلدك مثل ظفرك فتولَّ أنت جميع أمرك). والمثل العامي في كردفان يقول: (دهن النعام بمسكا جلدا). العوج راي والعديل راي.

كباشي النور الصافي

زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk