Sunday 30 August 2015

كلهم 6


كلهم 6

قبل إندغام مبارك عبد الله وزمرته من الإنتهازية الواعية مع حزب المؤتمر الوطني وصاروا جزءً من حكومة البشير كنا في جدة في منزل أحد الأفاضل والمتزوِّج من سيدة فاضلة وفضلى وكنا كلنا أنصار وحزب أمة قبل أن يتشتت.
تباحثنا في أمر مبارك وميكافيليته الواضحة وماذا يخطط وماذا يريد تكتيكياً واستراتيجياً. ما حيرني أننا جميعاً اتفقنا أن مبارك لا يسوى ما هو مقدّر به .. فلا تعليم ولا خبرات ولا مؤهلات تجعله يكون ندّاً للإمام الحبيب ولكن يطمع في وراثة الحزب كما هو متعارف عليه. أتفق الجميع أنهم لن يكونوا جزءً من أي نظام حزبي أو فئة يقودها مبارك. قلت لهم تقولون هذا الكلام ولكن عند أول ملف سوف تنسحبون وتتبعون مبارك لأسباب أنتم وأنا نعرفها حق المعرفة. أنكروا ذلك وأقسموا أغلظ الإيمان أنهم لن يتبعوا مبارك.
كأننا نستقرئ المستقبل فحدث الذي حدث بين مبارك والإمام الحبيب وانسلخ مبارك بشلة كانت كل مجموعة جدة التي تحدثت عنها معه. ولم استغرب تصرفهم فأنا أعرف أن المصلحة تحكمهم وليس المبادئ. ولم يجرؤ أحدهم بدعوتي للإنضمام لهم لأسباب بدهية. وحدث الذي حدث وشقّ  مبارك عصا الطاعة على المؤتمر الوطني متوهماً أنه سيكون كرزاي السودان على أسنة الرماح الأميركية. ولكن خاب فأله وقذفوا به في سلة مهملات المؤتمر الوطني.
لكن الأدهى وأمر هو أن المجموعة التي انسلخت معه من حزب الأمة القومي لم تتبعه وبقوا في كراسيهم باحثين عن السلطة التي لن يجدوها لو انسحبوا مع مبارك وكوّنت كل شلة منهم حزب أمة أعطته اسماً وصاروا ديكوراً للمؤتمر الوطني. بل صار بعضهم ملكياً أكثر من الملك نفسه.
الآن يتأسف كثيرون على تولي أحد تلك الكوادر وزارة في حكومة ولاية الخرطوم مع أنني لا أرى غضاضة في ذلك طالما هؤلاء الناس ينظرون لمصلحتهم الخاصة ولا يلتفتون للمصالح العامة للمواطن والوطن. فما الغريب في أن يتولى حسن اسماعيل وزارة الحكم المحلي وهي وزارة لا تهش ولا تنش ولن يقدِّم منها ما يرجوه منه المقربون منه ناهيك عن الابعدين. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر مدونتي  من فضلك واشترك فيها

http://kabbashielsafi.blogspot.co.uk

No comments:

Post a Comment