Friday 7 November 2014

معتقلو أبو جبيهة

معتقلو أبو جبيهة

ورد في الأنباء قبل عدة أسابيع عن إعتقال مجموعة من شباب مدينة ابو جبيهة بسبب أنهم يكتبون على الحيط عبارات ضد نظام الحكم في البلاد. لست هنا بصدد الدفاع عن هؤلاء الشباب فالتهمة لي غير واضحة إن ثبتت عليهم. فالكتابة على حيط المنازل خطأ لأن الكاتب لم يحصل على موافقة صاحب الحيطة أو مالك العقار. وما يكتب من عبارات قابل للأخذ والرد حسب نظرة القارئ.
تعريفاً بمدينة أبو جبيهة فهي المركز الاقتصادي لولاية جنوب كردفان. وسكانها مغبونون على كل الولاة الذين تعاقبوا على حكم الولاية من زمن إقليم كردفان الذي حكمه الفاتح بشارة وحتى الوالي الحالي آدم الفكي محمد. أبو جبيهة هي البقرة الحلوب التي تدر دخلاً لولاه والدعم المركزي لما قامت لولاية كردفان الكبرى سابقاً وولاية جنوب كردفان الحالية قائمة. ودونكم دخل مدينة أبو جبيهة خلال سنين الجفاف والتصحر 1983-1985 مقارنة بدخل كل إقليم كردفان آنذاك ولا ينكر فضل أبو جبيهة على كردفان إلا مكابر.
من الناحية الأمنية فتعتبر أبو جبيهة هي حائط الصد الأول والأخير أمام جحافل التمرد ولولا موقعها الجغرافي وطبيعة أرض وكنتورها وشجاعة فرسان المنطقة لكان للتمرد شأن آخر. فالمنطقة سهلية ولا تسمح لأحد بالإختباء.. وقبائل المنطقة تتعارف معرفة شخصية فمن الصعوبة لغريب أن يخترق صفوفهم. تسكنها قبائل أولاد حِمِيد وكنانة والحوازمة والمسيرية والكواهلة. هنالك قبائل فلاتة وهوسا وبرقو وبرنو. وكذلك المستقرين من قبائل البحر المعروفة كتجار صاروا من أصل المنطقة وعظمها وسداتها كالجعليين والدناقلة والشايقية. وهنالك مجموعات مقدرة من الشكرية وشرق النيل الأزرق. القوم متجانسون ومنصهرون ويتعاملون بطريقة راقية ولا توجد مشاكل جماعية بين القبائل والمجموعات وكل ما يحدث مشاكل فردية لا ترقى لمستوى القبائل.
تعيش مجموعات بسيطة من قبائل النوبة الذين فروا من الحرب في المنطقة الغربية خاصة شرقها وصاروا من سكان المنطقة.. وإن كان وجود المعتمد السابق موسى كجو تسبب لهم في مشاكل هم في غنى عنها. إننا نرى أن محاولة استعداء سكان المنطقة كما يفعل السيد الوالي وعناصر الامن سيزيد الطين بلة. ولن نصل بهذه الطرق إلى استقرار للمنطقة. وكما يقول المثل: (ألمي البارد بقد الدلو) فيجب مداراة القوم حتي تكون المنطقة في استقرار تام.
الشباب المعتقلون يمثلون كل قبائل المنطقة بلا استثناء وهذا يجر عداوة جمعية للحكومة لا تحتاجها. فهلا أطلق سراح الشباب قبل أن تقع الفأس في الرأس ويحدث ما يخشاه الجميع. إني ارى تحت الرماد وميض نار وأن الحرب أولها كلام. وأطلب من السيد الوالي التدخل حسم الامر بإطلاق سراح المعتقلين ليكسب ود المنطقة وهو الذي لا مصلحة له في كسب عدائها. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment