Thursday 9 October 2014

هل نقاطع الإنتخابات؟



هل نقاطع الإنتخابات؟

لا أويد المشاركة في الإنتخابات دون الاستعدادات القصوى واللازمة للمشاركة. وأعترض على مقاطعة الانتخابات لأن النتيجة النهائية لها ستكون مثل بيضة أم كتيتي المعروفة التي ذكرناها من قبل. المشاركة في الإنتخابات دون أن يجهز الحزب نفسه بالسلاح اللازم للإقترع يكون كالحرث في الماء. فمثل هذه المشاركة تعطي الحكومة البعد الشرعي الذي تفتقده الآن خاصة مشاركة الحبيب الإمام لأن الصفة التي يحملها حتى الآن داخلياً وخارجياً هي صفة رئيس الوزراء الشرعي المنتخب. فأي إشتراك في إنتخابات يفقده تلك الشرعية  وهو أحوج الناس لها.

يتحدث الناس عن الفساد الإنقاذي المعروف للقاصي والداني. لكن بعض فسادهم قانوني ولا أقول شرعي. الفرق بين الشريعة والقانون واضح. ربما يكون غير قانوني في الاوضاع العادية ولكن على مبدأ فقه السترة وقانون التحلل وما يليهما من قوانين ودغمسات نحسب أن الأمر فيه شبهة القانونية. ولهذا فتزوير الإنتخابات الذي يذكره الجميع فيه شبهة القانونية. كيف؟

كثيرون يعتبرون أن الإنتخابات تبدأ وتنتهي في أيام الإقتراع. لكن هذا غير صحيح. عند الإنقاذيين الإنتخابات تبدأ بيوم التسجيل الأول وتنتهي بنهاية آخر يوم فيه. سألتني من كانت تود أن تعرف أنني سأترشح في الإنتخابات أم لا؟ وقلت لها نعم. قالت لي إن كان لابد من أن تترشح فلتترشح كمؤتمر وطني في هذه الدائرة. قلت لها وما السبب؟ قالت أنها عملت في التسجيل الإبتدائي للإنتخابات وهو تسجيل يقوم به منسوبو المؤتمر الوطني يخرجون منه بحصيلة عددهم في الدائرة المعنية. وعند بدء التسجيل يسعون بهمة ونشاط لتسجيل كل منسوبيهم في كشف الناخبين. ولا يهتم باقي الناخبين بإجراءات التسجيل لأنه لا خطة عمل مدروسة لأي حزب تجاه التسجيل. وعند قفل باب التسجيل وظهور كشف الناخبين يقومون بإحصاء المسجلين التابعين للمؤتمر الوطني مقارنة ببقية المسجلين التابعين للأحزاب المنافسة. يخرجون بنيجة واضحة لأنهم يعرفون كل ناخبيهم.

عندما كنا طلاباً بالجامعة كان عدد طلاب الإتجاه الإسلامي لا يتعدى 30% من جملة الطلاب المسجلين في الجامعة. لكن كانت قائمة الإتجاه الإسلامي تفوز بنسبة 100% ونسمع الهتاف التقليدي لهم عشية فرز الأصواتك (الزملاء أخدوها صايمة). والسبب كان جد بسيط يحرصون على أن يقترع كل ال30% مهما كان وضعهم وقد علمنا أنهم يرسلون تذاكرطائرة للطلاب الذين يكونون في مناطق بعيدة مثل الفاشر وبورتسودان وجوبا ونيالا وغيرها.

ندعو الأحزاب التي تود خوض الإنتخابات إذا اتفق الجميع على ذلك أن تبدأ عملية الإنتخابات بالعمل بكل جد واجتهاد لتسجيل منسوبيهم وليعلم الجميع أن عملية التسجيل تكلف مبالغ طائلة من عمل لجان ونقل وإعاشة لمدة اسبوع على أقلّ تقدير وكلما اتسعت مساحة الدائرة الإنتخابية زادت التكلفة الكلية لعملية التسجيل. كما يعلم الجميع فإن المواطن الآن مسحوق مالياً حتى الثمالة! فمن أين للأحزاب بالمال اللازم لتسيير الإنتخابات من بداية التسجيل وحتى نهاية آخر يوم في الإقتراع؟ ويجب رسم خطة عمل Business Plan لكيفية إدارة دفّة التسجيل ومن بعدها الإقتراع ويمكننا بكل تواضع أن نساهم في رسم هذه الخطة إذا رغب الذين يودون المشاركة في الإنتخابات. كما يمكن وقف عملية التزوير في الإقتراع وخلافه بعمل خطة محكمة لوقف هذه المهزلة. بدون التكاتف في هذا الامر فالنتيجة معروفة سلفاً وسيأتي من يقول لنا أن الإنتخابات مزوّرة. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment