Tuesday 7 October 2014

من تعادون؟


من تعادون؟

عندما نكتب عن الثورة المهدية والدولة السودانية بعدها يشمِّر كثيرون ساعد الهجوم على كل ما نقول. يبدأون بالحديث عن الإمام المهدي ويقولون أنه أفاك وأنه كذّاب وكل ما هو وحش أوي عن رجل لو لم يكن مهدياً كما يقولون فنحن نقول عليه فحل رجال. فلماذا السب والشتم بلا مبرر و اضح ومقبول؟

تحدثنا عن الخونة الذين كانوا ينقلون أخبار مجلس خليفة المهدي الحربي إلى ونجت باشا. يزودهم ونجت باشا بمقترحات – الاحرى رأيه الذي يصب في صالح الجيش الغازي- ويقوم هؤلاء الناس بنقل المقترح وكأنه عن قول الإمام المهدي كلفهم أن يوصلوه إلى خليفته وكانوا يعلمون مدى تعلق الخليفة بكل ما هو من الامام المهدي. لا يمكن في مقال صحفي اسفيري أن نحكي تفاصيل تلك المقترحات والخيانة المدفوعة الثمن ضد الدولة السودانية ولهذا وجهنا أن يقرأ الجميع أو من يريد الاستزادة من التفاصيل كتاب كرري للمرحوم الرائد طيار عصمت زلفو. وكتاب حرب النهر لونستون شيرشل.

كثيرون لا خبرة عسكرية لهم ولا حتى في معسكرات الدفاع الشعبي تحدثوا عن غباء الخليفة ومجلسه لاختيارهم حرب كرري. في البداية حرب كرري لم يختارها الخليفة ولا اركانحربه بل فرضت عليهم. والحرب عندما تكون أمام باب دارك فلابد أنك خائضها لا محالة. ولكن كيف ومتى وأين هنا مربط الفرس! كيف تحارب القوة المعتدية يعتمد على عوامل القوة في جيشك. متى تحاربهم يتحدد بأنسب الاوقات بالنسبة لجندك. أما أين فهي حجر الزاوية في تحديد مصير تلك الحرب. هنا يدخل دور وعمل الطابور الخامس الذي قال عنه الجنرال ديقول. إن جندي واحد في الطابور الخامس أهم من كتبية كاملة مهاجمة.

اتفق أمير الشرق عثمان دقنة والأمير إبراهيم الخليل البيقاوي على حرب الكفار بالليل. قام الأمير إبراهيم الخليل بجولة استطلاعية تعرف فيها على جند الكفار ومكامن الضعف فيهم ومصدر القوة. عمل تقدير موقف ودرس الامر من جميع جوانبه وقرر أن الهجوم يجب أن يكون ليلاً. قدّم شرحاً كاملاً – تنوير بلغة اليوم- لمجلس الخليفة الحربي. أيده الامير عثمان دقنة وقدّم كل الحجج والبراهين أن النصر حليفنا لو هجمنا على الكفار ليلاً. باختصار الخطة تقول أن يزحف جند يحملون سلاحاً نارياً على الارض مسافة لا تقل عن كم ميلاً حتى يكونوا على مسافة 400 متر ليتمكنوا من ضرب أنوار البوارج الكاشفة على ساحة كرري. لان مدى نيران جيش المهدية 500 متر. بعدها يدخل الجنود من الخلف على البوارج ويستخدمون السلاح الابيض في ذبح الكفار حيث يفقد سلاح الكفار الناري ميزته.

إنبرى عملاء المخابرات البريطانية وهما معروفان لكل من قرأ كتاب كرري، وقالا لخليفة المهدي: أنهما حلما أن الإمام المهدي زارهما في المنام وطلب منهما أن يوصلا لخليفته أن الحرب يجب أن تكون بالنهار وفي نقعة كرري!! وهما يعلمان إيمان الخليفة المطلق بكل ما هو من جهة الإمام المهدي. ووقع الخليفة في فخ الطابور الخامس الأول. لم يكتفيا بذلك بل طلبا من الأمير عثمان شيخ الدين قائد سلاح الملازمين السلاح الاقوى في جيش الخليفة ألا يعطي جنده لإبراهيم الخليل لأن النصر سيجيّر لإبراهيم الخليل والجند هم جند عثمان شيخ الدين! وذلك لأن إبراهيم الخليل قال: "لو أديتوني أرباع شيخ الدين بسلمكم جنايز الكفرة أمباكر الصباح" وهكذا رفض شيخ الدين تسليم جنده لإبراهيم الخليل.

عندما يضيق مجرى النيل عند شلال السبلوقة لا يتبقى من النيل إلا مجرى ضيق محصور بين صخرتين تبرزان عاليتان. أشار عثمان دقنة ببناء طابيتين في الصخرتين. وكان الهدف هو ضرب الباخرة الغازية الاولى وإغراقها عند المجرى الضيق للنهر والذي لا يسع باخرتين. وعلى الكفار أن ينتظروا فيضان النيل في شهر اغسطس القادم أي يمكثوا سنة كاملة والله أعلم ماذا سيجري لهم. بنيت الطابيتان. ولكن عملاء المخابرات الونجتية أعادوا حديث افكهم على خليفة المهدي. وأمر الخليفة بسحب المدفعين المنصوبين على الطابيتين. للرد وإفحام المنافحين والمتنطعين ندعوهم لقراءة ما كتبه ونستون شيرشل عن نزع المدفعين وماذا كان سيصيب الجيش الغازي لو لم ينزع المدفعان؟ إنها شهادة عدو عاقل ومنصف وهي أفضل من أقوال حاقدين ومتنطعين في نفس الوقت.

لن نقبل بالشهادات السماعية ولنا أجداد وأجداد عاصروا نفس فترة الثورة المهدية والدولة السودانية. لا ننكر أن هنالك أخطاء في عهد الدولة ولكن لا نقبل كل الترهات البسابس التي تم نشرها بإيعاز من مخابرات ونجت باشا لعملائه ليملاوا بها صدور السودانيين حقداً على بعضهم البعض وهو التطبيق العملي لمقولة فرِّق تسد. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها


No comments:

Post a Comment