Wednesday 8 October 2014

أسياد الحيشان التلاتة

أسياد الحيشان التلاتة

هذه مقدمة لأغنية صاغتها حكّامة مشهورة في زمنها تعبِّر فيها وتمجِّد أحد وجهاء قبيلتها. فقالت سيد الحيشان التلاتة... ألخ الأغنية. اليوم نتحدث عن ثلاثة أشخاص يبدو أن امتلاكهم لبيوت في قلب الخرطوم وخاصة في أحيائه الراقية يعتبر علامة برص في وجه نضير. قامت قيامة الصحافة ولم تقعد في زمن الحكم الديمقراطي على منزل بناه الدكتور على الحاج السياسي المعروف من إقليم دار فور آنذاك. ولم تهدأ ثائرة المحرضين على إثارة الأمر بصورة تبدو فيها العنصرية في أسمى معانيها حتى تمّ التخطيط السكني للمنطقة وأخذ شارع الستين جزءً معتبراً من منزل الدكتور علي الحاج. لم يتحدث أحد عن من أين للدكتور على الحاج بالمال ولكن كان الإعتراض على مكان بناء المنزل.

قبل عدة أسابيع سرت إشاعة أطلقها سمسار بمعاونة محامي يريد الشهرة على مايبدو على أن علي محمود وزير المالية السابقة إشترى منزلاً بضاحية الرياض بالخرطوم بمبلغ يفوق المليوني دولار ولم يدفع للسمسار عمولته المتفق عليها بين الاطراف المعنية. لم يتحدث ولا شخص واحد عن الضرائب التي يجب أن يدفعها السماسرة وكنا قد كتبنا عنها في مقال سابق لحدوث لبس مشابه لهذا حيث تحدث أحد السماسرة متهماً دبلوماسي أجنبي بعدم دفع عمولته كسمسار. لا أحد يتطرق لعمولات السماسرة التي صارت تحسب بالملايين الجديدة ولا نعرف سبباً لذلك ويجب على ديوان الضرائب ملاحقة السماسرة لأن الامر أصبح واضحاً بالنسبة له والأرقام أمامه.

من ضمن ما ظهر من معلومات عن منزل على محمود هو أن البائع هو الدكتور عصام البشير وزير سابق في الحكومة وإمام وخطيب مسجد النور المملوك للرئيس. لماذا لم يتحدث الجميع عن كيف حصل وزير سابق على فلوس يبني بها قصر بمثل هذه المواصفا وبهذا الثمن ويتحدثون عن الوزير الذي أراد الشراء وربما لم يشتر المنزل. مالم نشاهد صورة من شهادة البحث بغرض إثبات الملكية فلن نصدق مهما كان هذا الهراء ضد الوزير السابق على محمود عبد الرسول. أليس هذا هو الكيل بمكيالين الذي نعرفه؟

أستهلكت حروف كثيرة عن المنزل الذي يبنيه الدكتور التجاني سيسي رئيس السلطة الانتقالية لدارفور. كالعادة استكثر عليه الكثيرون إمتلاك منزل بالخرطوم مثله مثل غيره من السودانيين. وبدأ الغمز اللمز من أين حصل على مبلغ الشراء. وبما أنه ليس هنالك من يمتلك وثيقة أو معلومة تؤكد له أن التجاني السيسي المحاضر بجامعة الخرطوم ولندن اسكول أوف بيزنس والذي عمل في منظمات الأمم المتحدة سابقاً لعقد من الزمان قد افسد واستولى على أموال ما بطريقة غير شرعية فليس هنالك مبرر لكل هذه الهجوم البرازيلي على الرجل! المحيِّر أن المتهمين الثلاثة من إقليم دار فور فهل هي مصادفة أم تصاريف القدر؟

السؤال الأخير كم من وزراء الإنقاذ ووزراء الدولة والولاة والمعتمدين يمتلك قصراً كبيراً في قلب العاصمة بمدنها الثلاثة؟ العدد لا يعلمه إلا الله. كثيرون من كبار رجال الانقاذ يمتلكون قصوراً ما كانوا يحلمون بامتلاكها. هنالك استاذ جامعي من كبار رجال الإنقاذ تقدم بطلب قبل قيام الانقاذ للحصول على قطعة أرض في السكني المخصص لأساتذة جامعة الخرطوم وقامت الإنقاذ واليوم نفس الرجل يمتلك فيلا في أرقى أحياء الخرطوم ويمتلك ابنه عمارة  من عدة طوابق وهو حديث التخرج من الجامعة!!

بعد أن فشل قانون من أين لك هذا إثبات نفسه في زمن حكم الإنقاذ فليُفعّل هذا القانون بعد قيام الثورة وسقوط الإنقاذ وبلاش حكاية عفى الله عما سلف التي يعتمد الكثيرون عليها في تجاوز تجاوزاتهم أثناء فترة الانقاذ. (العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها


No comments:

Post a Comment