Saturday 11 October 2014

أمثال وكلمات

أمثال وكلمات

 بعيداً عن السياسة نأخذكم اليوم في سياحة لغوية مقارنة بين ماهو أصلي وما هو تايوان. الغة هجين الخرطوم لخبطت علينا لغتنا السودانية ولا أقول لهجتنا، فدخلت كلمات تركمانية وتركية وهلم جرا. وغابت كلمات كانت معروفة ومتداولة في المديرية الشمالية ومديرية كردفان وبالطبع الجزيرة وما بينها. من الكلمات التي إندثرت ولكنها عادت بقوة كلمة (الدُّواس). هنا الشكر موصول لأخي الدكتور نافع الذي قال بها من أعلى المنابر، حين قال: (زمن التحنيس ولّى وجاء زمن الدواس). أهلي في كردفان يقولون الدواس عمار دار. الدار الباردة بتخرب والدار الحامية بتعمر. من الكلمات الجميلة كلمة (العوّة) والتي تعني المغالطة بصوت عالٍ. ويتبعها مثل محلي يعجبني وهو يقول: (عُقب الطلاق مافي عوّة). أربطه بمثل يقول: (الطلاق هيِّن الكلام نقل العِدّة).
من الكلمات التي أوردتها لغة هجين الخرطوم موارد التهلكة إلا في غرب البلاد، كلمة النعال. فهجين الخرطوم يقول الجزمة – لا مؤاخذة-. كريمتي صباح من شايقية لندن- بالإذن من السناجك- زارت أهلها في بلدنا أم طرقاً عراض. عندما رجعت لخرطوم أحمد سألوها ما هو الغريب في أبو جبيهة؟ قالت: في أبو جبيهة يقولون لأُمبارح أمس. ويقول للجزمة النعال. إنها تعني أهلنا الأقربين لأن أبو جبيهة بها الكثير من لغة هجين الخرطوم الذين يقولون للتمر البلح. وللمد الملوة. فكلمات مثل النعال وردت في القرآن، (إخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طُوى). أما كلمة البارحة فلا تستعمل إلا للمساء ونحن نستخدمها للنهار والليل. زميلي وصديقي المهندس بشارة آدم إبراهيم، كنا نعمل في شركة الواحة الليبية للنفط بطرابلس في حقول النفط. وكان بشارة عندما يرجع للحقل بعد الإجازة الحقلية ويسألونه متى روّحت أي متى عدت من الإجازة؟ كان يرد قائلاّ: جيت أمبارح. ويندهش الليبي السائل، كيف عاد بشارة أمبارح والطائرات لا تحط في الحقول النفطية إلا بالنهار؟
مباشرة يرد الليبي: علاش جيت البارح؟ يعني كيف جيت أمبارح؟ والطائرة ما تجيش إلا الصبح، والصبح عندهم يعني النهار بطوله. في بلدنا يقولون توّا ويعنون الآن وفي الخرطوم يقولون هسع أو هسه وذلك لأن الكلمة أصلها ها الساعة أي التو؟ لكن المتوركين وبقايا العصمانلية والتركمان جاطوا علينا الحكاية اللغوية من طأ طأ للسلام عليكم. لم أعرف مصدراً لكلمة العوين التي تستخدم في عموم غرب البلاد بدلاً عن الحريم أي النساء. ولكن أعجبني إدخالها في أغنية حماسية تغنيها فرقة عسكرية يقول جزء منها: (عيال العوين جروا). ومن الكلمات التي تسبب هجين الخرطوم في اغتيالها كلمة ألمي. أي الماء. واستبدلت بالموية. ونحن نقول: (الدر دقش ألمي). الدرب راح في الموية كقولكم. و(ألمي حامي ولا لعب قعونج). قديماً يقولون من عرف لغة قوم أمن شرّهم. وإليك قاريئ الكريم هذا التعبير فإن عرفته فلك جائزة، وهو يقول: (كِن كِي كُوكُو .. كِن كِي كُوكُو). بشرط ألا تسأل عيال البقارة الأصليين مش التايوان. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

No comments:

Post a Comment