Sunday 26 October 2014

وزير الصناعة والايباد

وزير الصناعة والايباد

ورد في الأخبار أنّ وزير الصناعة قال: "سنصنع الايباد وسنصبح دولة صناعية عظمى خلال خمس سنوات". كلام معقول نسمعه لكن أن نقبله أو نصدقه يحتاج لشوية مجهود. السؤال الاول هل الوزير جاهل للدرجة التي لا يفرق فيها بين اسم الجهاز والماركة التجارية؟ ألم يسمع السيد الوزير بالمقاطعة الأميريكية للسودان؟ وألا يعلم السيد الوزير أن الآيباد هو انتاج لشركة آبل الاميريكية التي تلتزم بحرفية القرار الاميركي بمقاطعة السودان؟ إذن كيف تسمح مثل هذه الشركة بتصنيع منتجاتها في السودان وهو دولة مصنفة من دول الارهاب والراعية له؟
كان اسهل وافضل أن يقول الوزير أننا سنجمع كمبيوتر لوحي لو صحت الترجمة. لا نصنع لانهم لن يصنعوا مكونة واحدة من مكونات الكمبيوتر اللوحي ولو اجتمعوا. هذا فيما يختص الكمبيوتر اللوحي. لكن دعونا نتحدث عن الصناعة عموماً في السودان. هل بالسودان مقومات الصناعة الاساسية؟ بالواضح ومما نرى امامنا لا توجد 10% من مقومات الصناعية العادية التحويلية ناهيك عن الصناعة الثقيلة. أسهل أنواع الصناعات هي الصناعات التحويلية مثل تحويل الفول والسمسم إلى زيت طعام. أو تحويل الفواكه بأنواعها إلى عصاير ومركزات وعليها قس. ويتضح هنا أنها صناعات تعتمد على الإنتاج الزراعي والبستاني في غالبيتها.
ونحن كدولة فاشلون فشلاً لا يضاهيه فشل في مسألة الصناعة ولكن قد تكون هنالك اسباب شخصية ومصالح ذاتية هي التي أقعدت الصناعة التحويلية الوارد ذكرها أعلاه. فلا يعقل أن دولة بها ملايين الأفدنة من الاراضي الصالحة للزراعة وتهطل بها كميات غزيرة من الامطار تتعدى ال400 ملم في الموسم كيف تستورد هذه الدولة زيوت الطعام وهي التي تنتج من الفول السوداني والسمسم وزهرة الشمس وبذرة القطن عند توفرها؟ هنالك ايد خفية تتلاعب بالصناعات التحويلية وتعمل على تدميرها حتي تقوم شركات بعينها مملوكة لشخصيات نافذة باستيراد زيوت الطعام وعلى رأسها زيت الأولين المسبب الاول للسرطان في السودان على حساب مصانع الزيوت التي توقفت عن العمل جراء وقف التمويل عنها وفتح الباب لمستوردي زيوت الطعام.
الكل يعلم ان الصناعات مهما كانت صغيرة فانها تعتمد على عاملين مهمين بدونها لن تقوم الصناعة والعاملان هما الكهرباء والماء. فبكل اسف لا نملك الماء الذي يغني الصناعات لاننا فشلنا في توفير ماء الشرب لسكان العاصمة التي يخترقها نيلان ونهر فكيف يمكننا كدولة توفير مياه صناعية بكميات كبيرة خاصة وان بعض الصناعات تستهلك ماءً كثيراً؟ أما الكهرباء فحدَّث ولا حرج. المناطق التي بها المواد الاولية وباسعار في متناول الجميع لا يمكن ان تقوم بها صناعات محلية تحويلية وذلك لانعدام الماء والكهرباء بها. هذا يتسبب في رفع تكلفة الانتاج بتكلفة ترحيل المواد الخام لمدن التصنيع الكبرى مما يزيد من عب المستهلك ونقصان الربح على المستثمر. وما زلنا نقدم صناعة الزيوت كمثال حي لفشلنا في توفير الكهرباء والماء في مناطق انتاج السمسم والفول السوداني وزهرة الشمس.
فيا سيادة الوزير عليكم بتوفير المتطلبات الرئيسية للصناعات البسيطة وبعدها لكم أن تقولوا ما تودون قوله عن الصناعات وماذا ستصبحون أو تصيرون. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها
https://www.youtube.com/user/KabbashiSudan
Top of Form

Bottom of Form


No comments:

Post a Comment