Sunday 26 October 2014

أبراج البركس ومطار الخرطوم

أبراج البركس ومطار الخرطوم

كثيرون يكتبون عن مواضيع أو يعلقون على مقالات وهم لا يمتلكون كل المعلومات والتفاصيل عن الموضوع. حدث لغط كثير حول موضوع طرد طالبات جامعيات من مركز البركس السكني للطالبات. تبرع البعض وأورد أن السبب هو بيع البركس لمستثمر ما -لا يهم ان كان سوداني او اجنبي- ليقيم عليها أبراج سكنية أو تجارية غير مهم أيضاً.
تعريف البرج في العقارات هو البناية التي ترتفع عدة طوابق عن الأرض. ونطلق نحن الكلمة أو التسمية في السودان على أي بناية لم تتجاوز حتى الطابق الخامس. ولكنهذه تسمية غير صحيحة. وكما هو معروف فإن كل الأبراج في داخليات جامعة الخرطوم لا تتعدى الطوابق الأربع او الخمس. ومثال ذلك داخليات عطبرة أ وعطبرة ب والقاش وكسلا والتاكا إذا لم تتغير التسمية الان
هذه الداخليات قائمة منذ ستينيات القرن الماضي قبل ثورة اكتوبر 1964 ولم نسمع أنها أثّرت على حركة الطيران بمطار الخرطوم. ولكن لأن كثيراً من المعارضين أو المتعارضين يخربون غزلهم بيدهم فيثيرون لغطاً لا أساس له من الصحة تكبيراً لكومهم بالباطل وأهلنا في ديار البقارة يقولون: (تكبر الصلب بالجناقو ما ببقى) .. بمعنى دار فوري: (لصيق الطين في الرجلين ولا ببقى نعلات). وعليه حتى يضرّ الإخوة المعارضين والمناضلين بقضيتهم عليهم توخي الدِّقة وإيراد المعقول الذي يقبله العقل الجمعي للقراء وذلك حتى لا يفقد الكاتب مصداقيته في المستقبل أمام قرائه
من ناحية أخرى فإن الداخليات التي شاهدتها وهي تهدم هي داخليات السوباط وبحر الزراف وهي داخليات أساس البركس والتسمية التي تعني ثكنات الجيش الانجليزي ومعلوم أنها بُنِيت في الربع الأول من القرن التاسع عشر وقد تكون آلت للسقوط حسب قول الخبراء ولا مجال لنا هنا لمغالطتهم فإن فاقد الشئ لا يعطيه ونحن لا خبرة لنا في المباني وكثيرون غيرنا كذلك. فالمحافظة على روح الطالبات اهم بكثير من العبث بتركهن حتى تقع الواقعة وتكون المصيبة اعظم مهما كان الغرض من هدم أو بيع او خلافه. وعلى الإخوة المعارضين أن يبحثوا عما هو أفيد وأنفع من إلقاء ترهات لا تساعدهم في قضيتهم
أما رأينا في طرد الطالبات بليل وما فُعِل معهن بعد ذلك فهو عار ما بعده عار.. ولكن نستفسر عن الذين قاموا بطرد الطالبات واعتقال بعضهن وما حدث بعد ذلك هل هو من شيم السودانيين أم نرجع لقول الطيب صالح المشهور: من هؤلاء ومن أين أتوا؟ وبما ان الحكم حضاري إسلامي فقد سمعنا عن الرسول الكريم قوله: "ما أهانهن إلا لئيم وما أكرمهن إلا كريم". فمن هؤلاء القوم الذين يصورون النساء شبه عاريات ولماذا وماذا سيجنون من رؤية صورة امرأة عارية ربما تكون أخت أحدهم أو قريبته حتى من الدرجة الرابعة؟ لا نجد تفسيراً منطقيا إلا القول أن هؤلاء القوم مرضى نفسانيين وهؤلاء جريرتهم تقع على من أتى بهم وليست عليهم.
(العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها
https://www.youtube.com/user/KabbashiSudan


No comments:

Post a Comment