Tuesday 12 May 2015

إنتخابات أبريل وإنتخابات مايو



إنتخابات أبريل وإنتخابات مايو

قامت في السودان إنتخابات في إبريل الماضي وصفها المعارضون بالمخجوجة وبإنتخابات الدم وهلم جرا. ووصفها أصحابها بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان. لا أدعى معرفة بكيف تمت إنتخابات السودان ولا كيف كانت المنافسة بين المرشحين على كل المستويات. لكن الواضح أنه ليس هنالك مكان للشفافية والوضوح في أمر الإنتخابات. نبدأ بمفوضية الإنتخابات التي تعتبر ملكاً للمؤتمر الوطني الحزب الحاكم حيث كل منسوبيها من عضوية الحزب الحاكم وهنا ينتفي حيادها. الأحزاب الكبيرة المعروفة مثل حزب الأمة القومي قاطعت الإنتخابات المخجوجة مما يزيد من الشك في مصداقيتها. وكل المشاركون ما عدا قلة قليلة كانوا كومبارس لحزب المؤتمر الحاكم.
في بلد صاحبة الجلالة كوين اليزابيث قامت إنتخابات في يوم 7 مايو الجاري. تنافست الأحزاب الكبيرة والصغيرة وحصلت على: المحافظون وهو الحزب الحاكم على 331 مقعداً والعمال على 232 مقعداً وحزب اسكوتلاند الوطني على 56 مقعداً والحزب الليبرالي الديمقراطي على 8 مقاعد. يظهر جلياً أن الأرقام تدل على صحة الإنتخابات وقد نال المحافظون بعض مقاعد العمال والليبراليين وأتم حزب أسكوتلاند مأساة الليبراليين حيث لم يحصلوا إلا على 8 مقاعد مقارنة بحصولهم على 56 مقعداً في الإنتخابات السالفة.
كنتيجة حتمية لفشل الأحزاب المنافسة لحزب المحافظين تقدم كل رؤساء الأحزاب التي رسبت في الإمتحان الإنتخابي باستقالاتهم بعد أن شكروا زملاءهم في كابينة القيادة وجماهير الحزب التي وقفت معه. وكمثال فقد استقال رئيس حزب العمال ميلبانك الذي تولى الرئاسة قبل خمس أعوام بعد معركة حامية الوطيس مع منافسيه. وبكل اريحية تقدم الرجل باستقالته فاسحاً الطريق لقيادة جديدة ربما تكون أقدر منه على قيادة الحزب للفوز على غريمهم التقليدي بعد 5 سنوات من الآن. واعداً أن يكون جندياً مخلصاً في كتبية الحزب.
هل يمكننا أن نطلق على ما يجري في أحزابنا السودانية ديمقراطية؟ وهل نقبل نحن كسودانيين بالطرق الديمقراطية؟ فحزب الأمة القومي رئيسه تولى الرئاسة العام 1965 والحزب الإتحادي الديمقراطي تولى رئيسه رئاسته العام 1967 وحزب الترابي جلس رئيسه على سدة رئاسته العام 1965 وأكثرهم شباباً حزب المؤتمر الوطني الذي ظل عمر البشير رئيساً له منذ ربع قرن بالتمام والكمال.
لو بحثنا عن سوهارتو سوداني يُؤدنس – دي من أندونيسيا- السودان لمدة 10 أعوام يكون أفضل وإلا فالأفضل البحث عن شئ غائب عنا غير الديمقراطية. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment