Thursday 13 October 2016

فلنعش الواقع بلا أحلام

فلنعش الواقع بلا أحلام

الكل متفائل وأنا أولهم بإضراب الأطباء الذي رأينا منه ثمرات يانعات لم يكن من السهل الحصول عليها لو لم يُضرِب الأطباء. والتفاؤل مطلوب بالطبع عملاً بالقول الشائع تفاءلوا بالخير تجدوه. ولكن التفاؤل وحده كالجواد الوحيد لا يثير غباراً متطابقاً مع القول المأثور: (ياسين بتدور الجكّة). والآن وكما اوردنا سابقاً الأطباء الفحول والطبيبات الماجدات قرأوا لنا ياسين بصوت عال فمن هو الفحل ومن هي الماجدة التي ستقود الجكّة؟

نعرف كما اليقين أن لا نقابات بالمعنى الذي نعرف للنقابات تقود زمام العمل النقابي بالمؤسسات والهيئات والشركات العامة والخاصة. والسبب بسيط لو تداركه الجميع بعد قيام الإنقاذ ولكن تمادى الجميع في التناسي حتى صار السودان بلا نقابات. بدأت الحكومة الجديدة في تدمير الجهات التي بها نقابات قوية سيكون لها أثر ما لو تصاعدت الأحداث.. كمثال لا حصر .. السكة الحديد.. المخازن والمهمات .. النقل الميكانيكي.. وما يعرفه الجميع.

إضراب الأطباء حرّك مشاعر الجميع ودغدغها على أمل قيام ثورة مثل أكتوبر أو إنتفاضة مثل أبريل ولكن هاتان تفقدان عوامل مهمة ورئيسة لتقومان. لا توجد نقابات تحرِّك عضويتها وقد عملت الحكومة على قيام نقابات المنشأ والكل يعرف التفاصيل. ولكننا ما زلنا في مرحلة التفاؤل. فليس كل النقابات ذات أثر فاعل فهنالك نقابات لها اليد الطولى ونقابات تكمل العدد.

نقابات الموظفين أهمها نقابات المهندسين والمعلمين والبنوك وشركات التأمين والمحامين لأن إضراب عضوية تلك النقابات يكون أثره واضح على العمل اليومي ويتداخل مع حياة الجماهير اليومية. ولتكتمل دائرة الضغط على الحكومة هنالك نقابات عمال وزارة الصحة في كل المستشفيات والمراكز الصحية مع نقابة عمال الكهرباء ونقابة عمال المياه.. فلو دخلت تلك النقابات في إضراب عام لكان هنالك أثر واضح يقود إلى النتيجة المرجوة.

نشك في نقابة شركات التأمين والبنوك لأسباب بدهية فهذه حتى العمالة العادية فيها مسيسة ولكن نقابة المحامين بها عدد كبير من معارضي النظام من المحامين وعليه قس. فهل فعلاً هنالك رجال يقودون تلك النقابات أم هي الحكاية كلها حكي في حكي يعني (طق حنك والسلام؟). (العوج راي والعديل راي).




                                                                                   

No comments:

Post a Comment