Monday 4 August 2014

حسين خوجلي والسيول

حسين خوجلي والسيول

نحن هنا لا نشاهد قناة أُم درمان تقصيراً من القناة وليس مِنّا ولهذا أبدأ حديثي بسؤال لمن يشاهدونها .. هل خرجت قناة أم درمان إلى الأنهار الجارية في الخرطوم ونقلت صورة حية عن معاناة المواطن المغلوب على أمره أم سدّت دي بطينة ودي بعجينة وعملت أضان الحامل طرشاء على قول المثل الشعبي؟ لا أتحدث عن نقل الخبر كما القنوات الأخرى ولكن أُريد تحليلاً ونقداً لما هو حاصل للمواطنيين وما أصابهم من ضرر ومن هو المسؤول الذي يجب أن يحاسب على ما حدث؟

نعلم جيداً أن الخريف فاجأ الوالي وزمرته الحاكمة معه بأمر السلطان وهذا هو الطبيعي فإن لم يفاجئهم الخريف تكون هي الصدفة الغريبة فقط. لكننا نعلم أن حفر المجاري الصحية وربطها بشبكة تصريف علمية لا يحتاج لجراحي مخ ليشرحونها أو يوضحون أهميتها للمدينة. والمؤسف أن ما حدث هذا العام من فيضانات وسيول حدث بنفس الصورة في العام الماضي، فكيف لم يحتاط الوالي وولايته لأمر يعلمون علم اليقين أنه سيحدث مالم تُقِم التجهيزات اللازمة لدرئه؟ ولكننا نتحوّل لربيب السلطة الذي فتح فمه بنقد هو مثل دس السم في العسل أو الدسم.

الدسم كثير وكثير جداً، فمن قضايا فساد لا تحصى ولا تعد إلى تجارة مخدرات وهلم جرا. ومن تصرّف في أموال الشعب وممتلكاته وبيعها على عينك يا تاجر وعدم توريد قيمة البيع لخزينة الدولة وعدم إحلال ما تمّ بيعه من أصول مملوكة للشعب مثل بيع سودانير وسودانلاين والنقل النهري. فتح حسين خوجلي فمه بكلام مبهم يبدو للسامع أو المشاهد أنه نقد للدولة ولكن القارئ لما بين السطور يعرف أن هذا أمر متفق عليه بليل ليبث في ليل آخر .. أمر يذر الرماد في عيون المشاهد ليعتبر أن القبة تحتها فكي. لكن الشعب السوداني حصيف وذكي والأهم أنه يعيش المأساة التي يحاول حسين خوجلي تبريرها بطريقة بهلوانية لا يقبلها العقل الراجح.

كنا نتمنى على حسين خوجلي أن يحمل كاميراته ويداهم مواقع الألم في أطراف العاصمة القريبة.. يسأل المواطن المتضرر عما أصابه وما لحق بممتلكاته من ضرر.. يستفسر صاحب الوجعة لمعرفة أسباب الفاجعة التي أصابته! وهل يعرف لها حلّاً أم هو مثل الحكومة لا يعرف أصل المشكلة ولا فصلها ولا يملك مفتاحاً للحل. بالطبع سيسمع ما لا يرضيه من ضيق المواطن بالحكومة وسياستها وستتحول المقابلة لمظاهرة سليمة داخل صندوق سحري ولكنها ستكشف الكثير من العيوب والمعايب المستترة بورقة توت صغيرة اسمها النفاق وحكاية شيلني وأشيلك.

لا تقف الكاميرا عند المواطن بل تتجه للمسؤول في المستويات الدنيا وله إحتكاك مباشر بالمشكلة ويعرف تفاصيلها الدقيقة! ماهي المشكلة وما هي مسبباتها وهل من الممكن السيطرة عليها؟ ولماذا لم يتم علاجها منذ 12 شهراً مضت؟ سيعرف كل التفاصيل التي يجب أن تُملّك للمواطن لأنه صاحب القصة واللبانة في الأمر ومن حقه أن يعرف لماذا يقصِّر المسؤولون في خدمته مع أنه دفع كل ما عليه من ضرائب ومكوس وإتاوات. وبعد ذلك تقابل الكاميرا الوزير والوالي لمعرفة لماذا حدث هذا وكيف حدث؟ وأين كنتم خلال 12 شهراً مضت على الكارثة المماثلة وماذا فعلتم لحل المشكلة وحماية ممتلكات المواطن من التلف والغرق؟

هل هنالك ميزانية مخصصة للبنيات التحتية للمشاكل المعروفة سلفاً مثل مشكلة الفيضان والسيول، أم أن جل الميزانية يذهب للفصل الأول والتسيير ولا بواكي على الفصل الثاني من الميزانية العامة للولاية؟ لماذا لا يصدر الوالي قراراً بوقف الحوافز وما شابهها من مسميات النهب المصلّح وتحوّل كل هذه المبالغ لميزانية التنمية؟ هنا واجب حسين خوجلي ليكشف للمشاهدين ارقام الميزاينة من بند لبند ومن فصل لفصل حتى يعرف المواطن أين تذهب دعوماته ولمن تُدفع وهو لا يجد أبجديات الخدمات التي من أجلها يدفع دم قلبه؟

هل أنت يا ود الخوجلي أدّها وأدود لكي تعكس الحقائق مجرّدة لمشاهديك الكرام أو ستدس رأسك في الرمال عملاً بالقول العامي:(مضارفة المؤمن على نفسه حسنة). ولكننا نؤمن بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من رأى منكم منكراً فليقومه بيده وإلا فبلسانه وإلا فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). ونتمنى عليك ألا تكون من فريق أضعف الإيمان.. خليك مع البرازيل والهجوم خير وسيلة للدفاع. (العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

No comments:

Post a Comment