Monday 4 August 2014

السيول والفيضانات

السيول والفيضانات

غمرت السيول وساعدتها الأمطار وفاضت المجاري وامتلأت الساحات وصارت الشوارع والأزقة مجاري للمياه، باختصار صارت العاصمة المثلثة خلونا من حكاية القومية دي صارت مثل مدينة البندقية الطليانية، مع الفارق العظيم هذه المرة بين أحمد وحاج أحمد. هذا الحديث يعرفه وسمع به راعي الضان في أم طرقاً عراض لأنه يحمل سمارت موبايل زي بنات مامون حميدة. مش مامون حميدة الزول العارفنو داك أقصد مامون حميدة الجامعة.

هذه الرمية كما يقول استاذي البوني بمناسبة مفاجأة الأمطار التي أتت بالسيول للسيد الوالي وأركانحربه من وزراء ومعتمدين ومهندسين قال فيهم الوالي السابق مالم يقله الطيب مصطفى في باقان وعرمان. طبعاً الكل يلوم الوالي على شنو ماعارف؟ هل نقول إهمال لا أظن الوصف العلمي للإهمال ينطبق على الوالي وزمرته. كيف نلوم الوالي وعصبتة – لكن زيدوها الف- على مفاجأة الخريف وتوابعه من أمطار وسيول وهلم جرا ولا نلوم الشعب على مفاجأة عيد الفطر وحتى مفاجأة عيد الأضحية. هذا هو الكيل بمكايلين، فإذا كنا نلوم الوالي على مفاجأة الخريف بمشاكله له كل عام منذ تعيينه والياً فكيف لا نلوم الشعب الذي يصوم رمضان منذ بلوغه سن الرشد؟

لن نتحدث عن الأعوام القديمة ولكن نحصر حديثنا في العام 2013. لقد حدث نفس الشئ قبل 12 شهراً بالضبط ولا ننسى كيف طاف الوالي وحاشيته بالطوافة على رؤوس سكان شرق النيل وشاف العجب من كثرة المياه وغرق القرى والدساكر وكيف التحف الجميع السماء بعد أن توسدوا الليان! ولا ننسى كلمات السيد وزير شنو ماعارف الذي قال: لماذا يبني الناس بالجالوص ولا يبنون بالخرصانة المسلحة؟ نقول للسيد الوزير لقد بني سكان حي البستان في ام درمان كلهم بالخرصانة المسلحة طوابق عدة ولكن فشلوا في الوصول إلى مساكنهم لأن الشوارع التي تقع تحت إمرتكم لم تقوموا بتسويتها وهذه غلطة. لكن غلطتكم الثانية أنكم لم تأمروا سكان البستان أن يقوموا برصف شوارع حيهم بالأسفلت.. فلو اخطرتهم لوقفنا معك ولُمنا سكان حي البستان لعدم أداء واجبهم.

بعد أن طاف الوالي المناطق المتأثرة بالفيضانات والسيول ومياه الامطار العام السالف قال: لقد استعنا ببيت خبرة سويسري ليزبط الحكاية. لا تظلموا الوالي. فهو لم يقل أنهم أو الشركة الاستشارية السويسرية سيقومون بحفر المجاري ورصف الشوارع وردم الحفر والمناطق المنخفضة. وقد ظهر لنا تزبيط الحكاية في قصة شوية الملاليم الضربوها الجماعة تبع الوالي من غسان وأحمد ومهدي. مش الحكاية تزبيط .. خلاص يا ناس المحلات الغرقت من فضلكم شيلوا الصبر فسوف يقوم الوالي من الآن وحتى موسم الفيضانات القادم بتزبيط مجموعة أخرى بشوية  ملاليم لا تقدم ولا تؤخر ولا تحفر مجرى موية ولا تردم حفرة. فما تشفقوا بس الصبر الجميل.

قامت وزيرة سويدية بشراء بنزين لسيارتها الخاصة بكرت الحكومة.. وأرجعت تاني يوم المبلغ للحكومة وكان لها عذر شرعي حيث لم يكن لديها مبلغ البنزين. ولكنها استقالت لانها استغلت منصبها واستخدمت أموال الشعب في غرض خاص. بالله ياجماعة الخير تأكدوا لنا المسلم منو؟ الحرمة السويدية ولا السيد والي الخرطوم وزمرته؟ يبدو أن الاوروباويين يعملون بالاسلام الذي قيل فيه الدين المعاملة ونحن في بلاد السودان نتعامل بشنو؟ بصراحة أنا ماعارف. العارف يورينا وله أجران.

ولكن لنترك الوالي جانباً ونتحول إلى السيد خادم النيلين الجاريين.. هل سمعتم أن عمر بن الخطاب قال: لو عثرت بغلة في العراق لسأل الله عنها عمر. نعم سمعنا ذلك ولكننا لم نسمع أن عمر بن الخطاب قال لو غرقت الصالحة أو أمبده سيسأله الله عنها. ولهذا وعندما عثرت بغلة حماس في غزة سأل الله عنها عمر بن حسن. وعندما ماتت كاكا وكني وكنتوشة في كهوف وكراكير جبال النوبة لم يلتفت لموتهن عمر بن حسن لأن عمر بن الخطاب تحدث عن البغلة ولم يتحدث عن نساء العراق! بالذمة ما بنفع أكون من فقهاء التبرير؟ لماذا لم يحرِّك خادم النيلين الجاريين أصبعه السبابة ويسأل واليه صديق المتحللين: كيف تنهار جسور لم يمر عام على بنائها ولم تختبر من قبل هذه السيول؟ أليس هذا سبب كاف لخلع حكومة ولاية الخرطوم بكل عضويتها حتى المجلس التشريعي الذي يلاحق صبية الدرداقات ولا يهتم بأداء المهندسين والتنفيذيين التي تؤثر في حياة من انتخبوهم؟ (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

No comments:

Post a Comment