Saturday 30 August 2014

فشل الإستثمار في السودان

فشل الإستثمار في السودان

ليس غريباً ولكنه قريباً فشل أي شئ يُخطط له في السودان. الفشل صار هو ديدن الحياة السودانية بكاملها. ألم يقل وزير الدفاع بالنظر: أن الفشل في يوم يولد الفشل. فإن كان الفشل عندهم كل يوم صباح مساء فمعنى كلام الوزير أن الفشل سيكون عندهم 24/7 كما يقول الخواجات. أسباب الفشل كثيرة. هنالك ما هو مقدور عليه بالعزيمة والعلم. وهنالك من يتسبب فيه الفاشلون بدراية او بعدمها وهذا نوع يصعب التغلب عليه وتجاوزه. لا يمكن أن تطلب المستثمرين أن يأتوا ليستثمروا في بلدك وتضع أمامهم العراقيل والعقبات التي يستحيل تجازوها وتتركهم كما قال المثل: ألقاه مكتوفاً في اليم وقال له: إيّاك أيّاك أن تبتل بالماء.

هنالك عوامل جاذبة للإستثمار الأجنبي وكذلك توجد عوامل طاردة للمستثمر. فلو وجد المستثمر الحوافز التي يبحث عنها فلن يتواني في الدخول في الاستثمار في تلك الدولة. ولكن لو خاب فأله منذ وصوله البلد التي يود الإستثمار فيها فلن يفكر مرتين في الرجوع من سحيث أتى. يتباكى السودانيون على مبلغ أقل من 3 مليار دولار أميركي هي جملة استثمارات السودانيين الذين هربوا من الاستثمار في السودان للاستثمار في الجارة إثيوبيا. هذا المبلغ الزهيد مقارنة بفرص الاستثمار في السودان جعل الكثيرين يندبون حظ السودان العاثر وهروب الاستثمارات منه. لو كانت حالة الاستثمار جاذبة لاستثمرت شركة أوروبية واحدة ضعف هذا المبلغ في مشروع واحد في السودان.

أعرف عدة شركات أوروبية تريد الاستثمار في قطاع النقل في السودان. هنالك يود الاستثمار في مجال النقل بالسكة الحديد وقد جهزوا مبلغاً أكبر من الثلاث مليارات التي ذهبت لاثيوبيا ولكنهم يقولون عن السودان ما لم يقله مالك في الخمر. يبدأون بالسياسة وينتهون بالحرب غير المعلنة التي يشنّها المسؤولون على كل من يود الاستثمار في السودان. من زار السودان رأى بعينه وتأكّد له أن المسؤولين في السودان لا يسمحون لمستثمر أن يتحرك بحرية ويقدمون له المساعدات المطلوبة حتى يستفيد من وقته وماله ويفيد السودان أيضاً. بل قال لي أحدهم: أنه وصلت الوقاحة بمسؤولين يسألون بوقاحة ظاهرة: نحن حقنا كم ووين؟ وطبيعة الخواجات عندما لا يعجبهم الامر يعملون انهم مسطحين ويطنشوا من الموضوع بسهولة ويسر.

شركة زراعية أميريكية قالوا أنهم يتحدُّون قانون المقاطعة الأميركي للسودان ومستعدون للإستثمار في مشروع الجزيرة وإعادته سيرته الأولى. لديهم شرطين فقط الأول ان يتم التعامل بينهم وبين المنتج اي المزارع راساً دون تدخل من طرف ثالث. والشرط الثاني أن يباع لهم كل القطن المنتج بسعر السوق العالمي ولا يطلبون أي حوافز. قالوا ذلك الكلام بعد تعلية خزان الروصيرص وبعد أن تأكدوا أن الماء اللازم لري المشروع سيتوفر وزادهم تحفيزاً مشروع سد الألفية الإثيوبي. وقال لي أحدهم: أن فائدة سد الألفية الآولى ستكون للسودان والثانية لإثيوبيا والثالثة لمصر فلا أرى سبباً يجعل السودانيين يعارضون قيام السد لخاطر مصر.

شركة زراعية أرجنتينية لها الرغبة في الاستثمار في انتاج الفول السوداني عندما علموا مني أن هنالك ملايين الهكتارات الصالحة لزراعة الفول السوداني وهي من اخصب الأراضي بل هي أراضي عذراء لم تزرع بعد. وزاد استغرابهم أن تلك الارض لا تحتاج لري لانها تشرب من الأمطار والتربة لا تحتاج لسماد. ولكن فوجئ مندوب الشركة بروتين لم يعرف له سببا فنسوا الموضوع وكانوا على استعداد لاستثمار بعض المليارات في سهول كردفان.. لكن الله غالب.
(العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها

No comments:

Post a Comment