Sunday 24 August 2014

اِتقِ الله يا سمية أبو كشوه!

اِتقِ الله يا سمية أبو كشوه!

لو لم تكوني من الجبال الشرقية ولو لم تكوني ممن يعرفون دروبها وكراكيرها ماذا كنت ستفعلين بطلاب الشهادة الثانوية المتقدمين لدخول الجامعات؟ ماذا كنت ستفعلين لو كنت من بنات نمرة 2 أو الملازمين .. أظنك كنت ستصدرين قراراً بحرمان بنات كلوقي وتلودي وأم طرقاً عراض من التقديم للجامعات لانهم ما شكل جامعات ولا كيف رأيك؟

هشاشة دخولك لتنظيم الإتجاه الإسلامي منذ الجامعة جعلك ال Soft Target أو بمعنى آخر شماعة جديدة تعلِّق عليها الإنقاذ كل خطاياها وخطل تفكيرها وتكفيرها للواقع المعاش. السودان به مناطق لم تسمع بالإنترنت ولم تدخلهم بعد. وطلاب كثيرون لا يعرفون استخدام النت في أمور كثيرة ناهيك عن استخدامها في مشروع حساس كالتقديم للجامعات. غلطة واحدة وتضع الطالب في موقف لا يحسد عليه وقد تفقده الفرصة لدخول الكلية التي يريدها وهو مؤهل لدخولها. الكمبيوتر لا يفهم إلا ما غُزِي به من معلومات ولايتصرف كالعقل البشري. أم تسمعي قصيدة عمر محمود خالد الشهيرة وأنت برلم في العام 1971 بكلية العلوم؟ أم يقل: غلطات كتيرة الكمبيوتر بعملا.. إمكن سهى وإمكن نسى وجاط النمر من أولا...

هل فكرت سيادتك واركانحربك ولا أقول عصابة وزارتك في أمر الطلاب الذين لا يجدون مراكز بها خدمات انترنت ليتقدموا منها؟ ألم تفكروا أن مقدرة الطلاب على استخدام الانترنت في موضوع مهم غاية الأهمية وفيه تقرير مصير للطالب المتقدم قد تحول دون تقديمه بالطريقة المطلوبة للكمبيوتر وبالتالي يفقد الطالب فرصته في القبول في الكلية التي يريدها أو هو مؤهل للدراسة بها؟ مالكم كيف تحكمون؟ لماذا تنسلخون من جلدتكم بمجرد دخولكم المكاتب المكندشة وتنسون ربعكم ومراتع صباكم والتي لولاها لما وصلتم لما أنتم فيه من خير! إستبشرت خيراً عندما علمت بتعيينك في هذا المنصب المنصب الحساس وقلت قد تفيدين فيه من واقع خبرتك بالمناطق المهمشة والمهشمة. ولكن البصل كله ريحته واحدة. فقد انسلخت من واقعك الجميل وماضيك التليد وأصبحت من بنات الخرتوم ولم تلق بالاً لمشاكل بنات الأقاليم التي رفّعتك لهذه المكانة العلية.

يقولون في كرة القدم أن الضرب هو سلاح العاجز. تأكد لي صدق هذه المقولة بعد متابعة دقيقة للدوري الإنجليزي. ومنها نجرت العبارة التالية: (إلقاء التُّهم جزافاً هو سلاح الحكومات الديكتاتورية الضعيفة). لم يطرف لك جفن وأنت تقولين أن جهات سياسية قطعت كيبل الإنترنت في غرب دار فور لمآرب أخرى! كلام عجيب ومنطق عاجز عن تفسير عجز من أتوا به. فشلكم في توفير الخدمة التي صارت مثل الماء والكهرباء في الدول المتقدمة وحتى النامية وليست النايمة، جعلك تقولين دون حياء ما قلتين. ولكن لا ألومك فإذا فشلت حكومتك في توفير الماء لسكان الخرطوم التي تحتضن نهرين ونيل فلا عجب إن عجزت عن توفير (تنكلوجيا) لا أقول تكنولوجيا لأن التكنولوجيا بعيدة عن أشناب من لهم شنبات في حكومتك السنية.

أظنك يا أخت سمية تعرفين أن كذبة المنبر بلقاء مشهورة. فأرجوك ألا تكذبي لأنك ست فقد فقدنا المصداقية في حديث رجال حكومتك بلا فرز. ولو حاولنا أن نحصي كذباتهم البلقاء المشهورة لاحتجنا لسيرفر عمنا قوقل بكامله. وما زال أملنا في ستات الحكومة أن يكُنَّ أكثر مصداقية من رجال حكومتهن فلا تضيعي الفرصة التي جاءتك مقشرة. قولي الحقيقة وأعط الطلاب حقّهم في التقديم مثنى وثلاث ورباع حتى لا يفقد أبناء الهامش فرصتهم في الدخول للجامعات وتكونين أنت السبب وربما يدعو عليك مظلوم فتصيبك بأذي لست المتسببة فيه ولكنك من رفعت رايته وشهرت به فأصابك بسبب ذلك رشاش من دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب.
(العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها

No comments:

Post a Comment