Tuesday 19 July 2016

الفهم قسمة ونصيب

الفهم قسمة ونصيب

في زمن بعيد زار أحد أعمامي الأنصار الجزيرة أبا وقابل الإمام عبد الرحمن المهدي. رجع الرجل إلى حلتنا أم طرقاً عراض الصغيرة (يا دكتور حسن الحاج). وسأله أهلي الأنصار ودار بينهم الحوار التالي:

الأنصار: أها لاقيت سيدي؟ الأنصاري: يا سلام لاقيتا وسلّم عليا.. وأداني الفاتحة. وقال لينا كلام حلو حلو حلاة شينة. (كلمة شينة عند أهلي لوصف المبالغة في الجمال، كأن يقول لك الواحد: والله جلابيتك دي سمحة سماح شين). الأنصار: وسيدي قال ليكو شنو؟ الأنصاري: قال لينا كلام حلو. ومازال الرجل يردد نفس الجملة وأخيراً قال لهم: (سيدي كلاما بنعرف؟) عندما أصروا عليه ليقول لهم كلام سيدي.

عندما زارنا الإمام الحبيب في لندن في العام الماضي قال لنا كلام حلو حلاة شينة.. وعندما نسمعه يتكلم في الفضائيات أو يقول تصريحاً للصحف دائماً ما يقول كلام حلو حلاة شينة ولكن قليلون يفهمون ما يقول الحبيب الإمام. (طبعاً أنا منهم  يا ود بشير .. هههه). ولكن يبدو أن البعض مهما جلس مع الإمام الحبيب لم تسمح له مداركه الفهمية أن يعي ما يقول الحبيب الإمام خاصة فيما يتعلق بأمر حكم الإنقاذ. قد يكون مصيباً أو مخطئاً في تعامله مع الإنقاذ إعتماداً على نظرة المتلقي للكوب النصف ملئ بالماء.

الذي يُؤسف له أن مبارك عبد الله من الذين جلسوا مع الحبيب الإمام بما يكفي لقراءة أفكاره ناهيك عن فهم قوله ولكن يبدو أن إمكاناته الفهمية في هذا المنحى بالذات قليلة. فالرجل كلما حاول تفسير خطوة من خطوات الحبيب الإمام تجده يسلك الطريق الخطأ. ولكنه يسدر في غيه ولا يسمع للرأي الآخر حتى ولو كان واضحاً كالشمس.
يبدو أن الأخ مبارك فهم حديث الأخ الحبيب الإمام بطريقة غير ما يقصده الإمام ولهذا هرول نحو القصر الذي طُرِد منه ذات يوم ليقدم مقترحاً أو مبادرة أو سمها ماشئت عسى أن يعود للمقعد الأمامي مرة ثانية ولو بضربة حظ أو حاجة للإنقاذ. ولكن الرجل نسي أو تناسى أنه دخل القصر ومعه حزب واحد وخرج من القصر وترك خلفه 5 أحزاب أمة لا يعترف أحد منها بقيادته فكيف سيقبله القصر وهو صار مهيض الجناح ولا يقدر على السير في دهاليز حزب الأمة ناهيك عن التحليق؟

سيعرفون منه ما يريد وبالقول العامي: (سيفكونه عكس الهوى) ويا دار ما دخلك شر. نصيحتي لك أخي مبارك قبل فوات الأوان انضم لابن عمك فأهلي قالوا: (ولدك عمك كان قتلك بكُرّك تحت الضل). والحبيب الامام ولد عمك والانقاذ لا.. فهل تفهمني؟ (العوج راي والعديل راي)؟


No comments:

Post a Comment