Sunday 3 July 2016

خروج بريطانيا ورأي الشعب

خروج بريطانيا ورأي الشعب

المقصود ليس رأي الشعب صحيفة الترابي ولكن إستفتاء خروج بريطانيا جعلنا نعرف الفرق بين رأي الحكومة ورأي الشعب. وفهمنا كذلك أنّ رأي الشعب هو المفروض أن يكون الأعلى. من تابع حملة الإستفتاء يعرف تماماً أن هنالك فئتان في هذا المعترك. فئة مناصري البقاء في الإتحاد الأوروبي وفئة الرافضين لأروبا. الشباب هم الفئة التي تطالب بالبقاء من ضمن أوروبا الموحّدة أم كبار السن والعجزة فهم من يريدون بريطانيا حرّة. الأسكتولنديون هم من يريدون البقاء في أوروبا الموحّدة والويلزيون يودون الخروج من أوروبا. سكان المدن الكبرى خاصة لندن يودون البقاء في الإتحاد الأوروبي لشئ في نفس يعقوب وسكان الريف يودون بريطانيا خالية من (بزرميط) شرق أوروبا من بقايا الشيوعية.

قيادات حزبي العمال والمحافظين كانتا تريدان البقاء ضمن أوروبا ولكن من ألاعيب الساسة ومن متابعتنا الدقيقة فهذا الراي ليس نهائياً ولكنه مرحلياً أي تكتيكياً وليس إستراتيجياً لحكمة يعلمها قياديو الحزبين فالسياسة مصلحة دائمة وليس عداوة دائمة ولا صداقة دائمة. لكن جماهير الحزبين كان لها رأي مغاير لرأي القيادات فصوّتت لمغادرة الإتحاد الأوروبي.

نسبة من صوتوا لكل خيار تعطيك فكرة كاملة عن مصداقية هؤلاء القوم الذين لا يعرفون الكذب والضحك على الذقون بنسب تتجاوز ال90%. فلم تتعد نسبة الفارين بجلدهم عن 51.9% من نسبة 72% هم جملة من اقترعوا في الإستفتاء. ما لم أفهمه كيف اتفقت قيادات الحزبين على البقاء في اوروبا مع تضارب مصالحهما وكيف فشلت قيادات الحزبين في إقناع جماهيرهما بالإقتراع لصالح البقاء ضمن أوروبا الموحّدة؟


القشة التي قصمت ظهر بعير البقاء ضمن أوربا هي مسألة المهاجرين بأنواعهم المختلفة والمعونات التي تقدمها بريطانيا للمهاجرين وتوابعهم. لقد زادها البولنديون (حبة موية) حيث دخلوا بريطانيا برقم لم يفكر فيه توني بلير وهو 1.7 مليون نسمة .. دخلوا بجرائم لم تعدها بريطانيا في السابق وكونوا كانتونات داخل بريطانيا بأسواقها من الخضار وحتى (المرايس) ولهذا راى الشعب البريطاني أن خروجهم من بريطانيا ربما يبعد عنهم تركيا والقادمين الجدد لو انضمت تركيا بملايينها ال76 مليون نسمة للإتحاد الاوروبي. فهل يمكننا أن نطلب من حكوماتنا السنية التعلُّم من دول مثل بريطانيا العظمى؟ (العوج راي والعديل راي)

No comments:

Post a Comment