Monday 7 July 2014

لماذا يتقاتل المسيرية؟

لماذا يتقاتل المسيرية؟

رضي الجميع أم رفضوا فالمسيرية قبيلة واحدة ينتمون لجد واحد. لكن الخونة من أبناء المسيرية القبيلة الكبيرة الصلدة والذين باعوا القبيلة بوظائف في حكومة الإنقاذ التي قلدتهم مناصب لا يحلمون بها مهما كانت درجاتهم العلمية أو أموالهم التي اكتسبوها من مال مشبوه ومشكوك في أصله. لقد ذهبت الزعامة التقليدية القوية لقبيلة المسيرية بذهاب المرحوم بابو نمر وحمّاد. بكل أسف أبناء الرجلين القامة لم يكونوا على مستوى الحدث. فلا أبناء بابو نمر جميعهم ملأوا الفراغ الذي تركه والدهم وارتفعوا لمستوى الحدث وانطبق المثل المعروف: غاب أبو شنب ولعب أبو ضنب. أما أولاد حماد محمد دفع الله فجميعهم كانوا صفراً على الشمال مقارنة بالجد الكبير الذي ترك لهم إرثاً كان من المفروض أن يبنوا عليه ولكنهم هدموه باللامبالاة وعدم  إلتحامهم بجماهير القبيلة الشجاعة ليقودوها لبر الامان بما أتيح لهم من تعليم وثقافة. فصار المسيرية كالدبيبة أم راساً مقطوع.

عندما علم أشباه القيادات ولا قيادات غياب من يقود قبيلة المسيرية نحو بر الأمان تصدوا لقيادة القبيلة. ولكنهم قبل قيادة القبيلة طبّقوا النظرية الاستعمارية المعروفة القائلة: (فرِّق تسد). وكان لهم ما أرادوا. فالكل يطمع في مال وفي زعامة والمال والزعامة وجهان لعملة واحدة. قام منسوبو حكومة الإنقاذ الموالون للنظام برفع راية زعامة القبيلة. ساروا تحتها وخلفهم من المرتزقة والهتيفة الذين تجلبهم الدراهم والدنانير. فبدلاً عن نظارة واحدة للمسيرية الحمر ونظارة واحدة للمسيرية الزرق قام المنافقون من أرابيب النظام بتقسيم النظارتين لعدة إمارات. هذه تسمية كموفلاشية ليس إلا. فما هذه الإمارات إلا عموديات غيروا اسمها من عمودية لإمارة. وصار العمدة أميراً أي في مرتبة ناظر حسب التسمية القديمة.

إن كل الأسماء التي تسمعون عنها ليست بقبائل بل هي بطون (خشوم بيوت) من قبيلة المسيرية الجامعة. كان كل خشم بيت لديه عمودية تمكّن أرابيب المؤتمر الوطني من تحويلها إلى إمارة وماهي بإمارة. فمن كان قد سمع من قبل بخشوم بيوت أولاد عمران أو أولاد كامل أو الفيارين أو الزيود أو خلافهم؟ كان الجميع يعرفون المسيرية كقبيلة صلدة يقودها رجال أشاوش تتبعهم حكامات ألسنهن طرينة لمن يتخاذل عن الدواس. اليوم صارت خشوم بيوت المسيرية تداوِس بعضها البعض! ألم يقل المثل أن النار تلد الرماد. لقد ولد فرسان المسيرية رماداً بائتاً سيخرب دار المسيرية.

لماذا يتقاتل المسيرية في ما بينهم والحكومة أمامهم لم تدفع نسبة ال2% من قيمة البترول التي وردت في اتفاقية نيفاشا؟ لماذا لم يُجمِعوا كلمتهم تحت راية واحدة هي المطالبة بحق المسيرية في مال البترول الذي يستحقونه بنص الدستور. السبب هو القيادات الهشة التى من بينها من لا يفك الخط. يسعون لمصلحتهم فما أن أُعطوا عطية حتى ولوكانت عطية مزِّين إلا سكتوا عليها ونسوا المسيرية وقضاياهم وباعوهم بأرخص الأثمان في دنيا السياسة! لماذا يهزم المسيرية الحركة الشعبية ويطهرون هجليج ويأتي أنصاف المسيرية ويجيروا النصر المؤذر للقوات المسلحة وهي التي لم  تخض المعركة ولم تطلق طلقة واحدة بل وصلوا بعد أن غطى فرسان المسيرية من على ظهور الصافنات الجياد المنطقة وطهروها من دنس الحركة الشعبية. ولكن خيل المسيرية تقلِّب والشكر للمأجورين أنصاف المسيرية الذين يحولون النصر للقوات المسلحة ويقبضون ثمن دماء اهلهم عدّاً نقداً.

إذا لم ينتبه المتبقون من رجال المسيرية – فما زالت حواء المسيرية والدة- للمؤامرة التي تحاك ضدهم وهي بكل أسف مقصود بها غيرهم ولكن سيكونون وقودها فسيأتي اليوم الذي لن يجد فيه المسيرية الفرسان الذين يحمون الديار. يعلم الجميع والمسيرية كقبيلة ورجالات أنه ما من قبيلة في السودان قدمت مثل ما قدمت المسيرية للسودان القديم والفضل. فمن قتالهم لحركة التمرد ودحرها وحتى تحرير هجليج، عملاً وطنياً لم ينتظروا من ورائه جزاءً ولا شكورا. لكن أنصاف المسيرية قبضوا الثمن فيلات وعمارات في قلب الخرطوم. تخاف الإنقاذ ومنسوبيها المستفيدين من دماء المسيرية أن يكتشف المسيرية أنهم كانوا لعبة في يد مرتزقة يسمون أنفسهم مسيرية و(تنقلب أم كوروا المسيرية على ضنبها) كما نقول. عندما يتأكد للمسيرية أن مرتزقة المؤتمر الوطني باعوهم بالرخيص فسيرجع المسيرية لقواعدهم سالمين. فالمسيرية هم أبكار المهدية وأول من أسرج فرساً في سبيل الدعوة المهدية.


تخاف الحكومة أن يكتشف المسيرية اللعبة ويعودوا لحزب الأمة وعندها لن تقف الحكومة أمامهم ساعة زمان وتكون على نفسها قد جنت براغش ولهذا يجب أن تلهي الحكومة المسيرية في بعضهم البعض بعد أن جف نبع الدواس مع الجنوب. وحتى لا يجد المسيرية الوقت الكافي لنبش الظلم الذي وقع عليهم ويتحركون لتحقيق عدل يستحقونه ولا كتّر خير أي مسيري درجة تانية استفاد من دمائهم الطاهرة الزكية التي سالت دفاعاً عن الوطن في ربع القرن الماضي. أفهموها بقى يا العطاوة. (العوج راي والعديل راي).

No comments:

Post a Comment