Wednesday 9 July 2014

غازي صلاح الدين حيّرتنا!

غازي صلاح الدين حيّرتنا!

الدكتور غازي صلاح الدين أو الغازي صلاح الدين كما كان يطلق عليه عمي الدكتور عمر نورالدائم رحمه الله، حيرنا كما حيّر خلف الله أصدقاءه في تلك الدعاية الدعابة. غازي نقول عليه كوز ملتزم يحمل كل صفات وجينات الكيزان منذ نعومة أظفاره. ونشهد له بالذكاء الخارق خارج نطاق العلم والدراسة. فمن تصرفاته الذكية أنه كان مطلوباً لأمن النميري. زاره الضابطان المكلفان بإلقاء القبض عليه في غرفته بداخلية السنة السادسة طب. لم يجداه. إنتظراه. دخل عليهما فسألاه عن غازي صلاح الدين. ردّ عليهما بأنه في الحمام وكان الساعة قبل السابعة صباحاً موعد المحاضرة الأولى في الجامعة. لبس ملابسه على عجل واستأذن من الضابطين وخرج. دخل زميله في الغرفة ووجد الضابطان فسألاه إن كان هو غازي صلاح الدين؟ فقال لهم زميله: غازي ما الزول الهسه طلع من هنا. ونجى من الاعتقال ذات مرة. واعتقل مرات ومرات. جاهد في العام 1976 غزوة محمد نور سعد ونشهد له بالشجاعة والإقدام.

تدرّج في سلم التنظيم الأخواني من أول درجاته حتى وصل ما وصل إليه وهو معروف للجميع. غازي لم يتعظ أنه غريب عن التنظيم وأن وجوده داخله كان حماية له من عاديات السودانيين المعروفة. ليست له حيطة يتكل عليها! ولهذا في سنينه الأولى كان هادئاً وماشي جنب الحيط كما يقول المصريون. عندما فاز عليه الشفيع محمد أحمد قام شيخه بما له من حصافة بتعيينه بدلاً عن الشفيع. سبب تصرف الشيخ لم ينتبه له الكثيرون. ففوز الشفيع سيكون مسنوداً بقاعدة جماهيرية كبيرة إن لم تكن من كل عضوية المؤتمر الوطني من غرب البلاد فعلى الأقل من أبناء دارفور. وبجانب وجود على الحاج وداؤود يحي بولاد آنذاك سيكون لأبناء الغرب سطوة وأغلبية ميكانيكية يمكنهم بها تسيير المؤتمر الوطني كما يريدون. ولهذا تمً تعيين غازي صلاح الدين بدلاً عن الشفيع.

في مقابلته الاخيرة في صحيفة الراكوبة الاليكترونية قال دكتور غازي صلاح الدين: (الحكومة غير جادة في الحوار)! هل اكتشف الدكتور غازي هذه الحقيقة الآن أم كان منغمس في ضلال الحكومة وهو عرّابه منذ نيفاشا وما تلاها من بلاوي .. فلماذا صمت الدكتور كل هذا السنين ولم يتحدث إلا الآن بعد أن تمّ طرده من البرلمان؟ وعن طرده من البرلمان أجاب على نفسه بنفسه! أتعرف لماذا لم يُطرد موسى هلال مثلك؟ لقد قلت: لأنه يحرس مقعده بضراعه. نعم هذا نصف الإجابة ولكن النصف الثاني أن موسى هلال يستند على قاعدة قبلية انت تفتقدها وتعلم ذلك علم اليقين. لماذا المداراة؟ لماذا لا تكون من الشجاعة بمكان وتكشف كل المستور عن الحقبة التي كنت فيها جزء من النظام يعيبك اليوم سكوتك أكثر من معابة إشتراكك في مصائبه في فترة إشتراكك.

قال دكتور غازي: ( الحكومة تتحكم في مفاصل الحكم، وتحتكر الموارد المالية العامة، كما تحتكر القرارات السياسية المتعلقة بالحكم كتعيين الوزراء وكبار الموظفين، ولها السيطرة على الجيش والمؤسسات الأمنية والنظامية الأخرى، وتحتكر العملية التشريعية تماماً من خلال حزبها، وتتحكم في السياسة الخارجية والمؤسسة الدبلوماسية، وتمتلك بصورة حصرية مؤسسات الحكم في الولايات والمحليات.) بالله عليك كيف تشارك في حكومة بكل هذه الصفات وتصمت صمت اهل القبور لمدة 24 عاماً عن كل هذه المساوئ وتأتي اليوم لتتحفنا بآرائك النيرة عن الحكومة. كل ما تقول معروف حتى لراعي الضان في أم طرقاً عراض.. ولكن عيب الرضا كانت وعين السخط الآن!

قال غازي: (المؤتمر الوطني لا يعمل كمؤسسة سياسية، وقرارات قياداته لا تعبر بالضرورة عن اتجاهات أعضائه). قل لي يا دكتور كيف تنتمي لتنظيم ربع قرن من الزمان إلا قليلاً والعمل داخله ليس مؤسسياً؟ وكيف تلتزم بقرارات ليست لكم فيها رأي؟ ما قلنا ليكم نحن أحسن منكم. ننتظر الإشارة من سيدي.

قال دكتور غازي: (من واقع معرفتي المباشرة مع بعض القيادات الرفيعة في المؤتمر الوطني، ومجادلاتي معهم خلال العقدين الماضيين، أستطيع أن أقول لك بكل ثقة أن تلك القيادات لا تؤمن بالعمل البرلماني أساساً، بل يودون لو أن البرلمان لم يوجد أصلاً.) أخي غازي الله يرضى عليك ويديك الصحة والعافية أصمت خير لك. كل كلمة تخرج من فيك تدينك أكثر. كيف جلست مع ديكتاتوريين لا يؤمنون حتى بفكرة البرلمان وعمله من الأساس وأنت كنت زعيم أغلبية فيه؟ لماذا تخدع نفسك خلال عقدين من الزمان وتأتينا الآن مبشراً بديمقراطية وحوار وكلام لا تؤمن به لأنك لم تعش في جوِّه؟ لماذا لم تتقدم باستقالتك من المؤتمر الوطني والمنصب الحكومي الذي تبوأته من خلال إنضمامك لجماعة لا تؤمن بالعمل الديمقراطي؟

لا أصدق ما تقول فأنت والترابي وكل مجموعة العقد الفريد ينطبق عليكم المثل القائل: (البصل كله ريحتو واحدة). وتقاربكم لحماية مصالحكم هو المتوقع في القريب والغريب أن تختلفوا (وأنتم اللدفاننو سوا). لا تحاول أن تغطي النار بالعويش فلو كان لك مبدأ ورأي لما جلست في المؤتمر الوطني 24 عاماً وجئتنا في آخر الدقايق لتقول لنا ما تقول. لن نصدقك ولن نقول أن الوحي هبط عليك فجأة لتكتشف ماذا يفعل أخوانك في المؤتمر الوطني. أرجى الجاياك فالصقر إن وقع كتر البتابت عيب. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
رمضان كريم. زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك معنا

No comments:

Post a Comment